النشيد الإسلامي وغياب الفيديو كليب

النشيد الإسلامي 

وغياب الفيديو كليب

نجدت لاطـة  

        الغناء فن سماعي ، ولا توجد له صلة بالبصر، واقترانه بالبصر يُقلل من تأثيره في نفوس السامعين، وقد استنكر الموسيقار محمد عبد الوهاب ظاهرة الفيديو كليب، واعتبرها مسيئة للحركة الغنائية، ودعا إلى ضرورة إخراج الأغاني في أشرطة سمعية دون الأشرطة البصرية الخاصة بالفيديو كليب والتلفزيون .

ولكن الصرعات الغنائية الجديدة لم تُلقِ بالاً لكلام محمد عبد الوهاب وضربت به عرض الحائط، بل ازدادت غلواً وتطرفاً في تصوير أغاني الفيديو كليب فصارت أقرب إلى الفنون البصرية من الفنون السمعية، لاسيما حين ازدادت فنون الرقص الفاضح والفاحش فيه.

        أما النشيد الإسلامي فما زال بعيداً عن الفيديو كليب ، ولكن ليس بسبب عدم اقتناع المنشدين بجدوى الفيديو كليب ، وليس لأنهم يعتبرون النشيد من الفنون السمعية ، وإنما لأسباب عدة ، منها :

       1 ـ  قلة الموارد المالية عند المنشدين والمؤسسات الفنية.

       2 ـ  عدم اقتناع قادة العمل الإسلامي بأهمية النشيد الإسلامي في العمل الدعوي ، فهم يعتبرونه من الأمور الثانوية جداً ، لذا تجدهم يرفضون صرف فلس واحد من أموال الجماعة على النشيد، وهم ينظرون إلى المنشدين على أنهم مجموعة من المطبّلين والمزمّرين ليس أكثر. ومن شك في كلامي فليسأل هؤلاء القادة.

       3 ـ القنوات الفضائية لا تقبل شراء أناشيد الفيديو كليب كما هو العادة مع أغاني الفيديو كليب ، وإنما تقبل عرضها دون مقابل، وهذا إجحاف بحق المنشد الذي يصرف مبالغ طائلة على تصوير أناشيده، وما نشاهده من أناشيد الفيديو كليب في القنوات هو عبارة عن هدايا من بعض المؤسسات الفنية الإسلامية.

        وفي الوقت نفسه ترفض الجماعات الإسلامية تقديم الدعم المادي للمنشدين الذين يُصوّرون أناشيدهم. فكان ما قُدّم من أناشيد الفيديو كليب في القنوات الفضائية ضعيفاً جداً يدلّ على الافتقار في الناحية التقنية والناحية المالية.

       ونحن اليوم ننتظر أن يُقدِم المنشدون على أناشيد الفيديو كليب، باعتبار أن أناشيد الفيديو كليب هي الخطوة التجديدية القادمة التي يجب أن يتقدم المنشدون نحوها حتى تكتمل صور النشيد الإسلامي السمعية والبصرية تمشياً مع العصر الذي فرض الفيديو كليب على الساحة الفنية على الرغم من عدم جدواها. وإقدامنا على الفيديو كليب يجب أن يكون بشكل يرفع الرأس أمام أغاني الفيديو كليب، لا أن نجاريهم في صرعاتهم التي لا تليق بالفن ولا بالأخلاق. لذا أرجو من المنشدين الذين سيقدمون على أناشيد الفيديو كليب مراعاة الآتي :

       1 ـ الابتعاد عن اللقطات والقفشات السريعة التي تتصف بها أغاني الفيديو كليب، لأن المَشاهد السريعة تؤذي العين وتدل على عدم ركازة المنشد أو الأنشودة.

       2 ـ عدم ظهور المنشد وكأنه مربّط، وإنما على المنشد أن يظهر بشكل عفوي دون أدنى ارتباك. وهذا يحتاج إلى التدريب على التمثيل الناجح، بحيث يكون هناك تناغم بين حركات المنشد ومعاني الأنشودة.

       3 ـ  الاستفادة الكبرى من أناشيد الفيديو كليب الخاصة بالأطفال التي تصدرها مؤسسة سنا، لأن أناشيدهم رائعة جداً ونالت استحسان الجميع، ففيها التقنية العالية والتصوير الناجح بالإضافة إلى حسن اختيار الأطفال لاسيما الطفلة الرائعة ذات الصوت الساحر إلهام أحمد.