النشيد الإسلامي وضرورة النقد والتقييم والتوجيه

النشيد الإسلامي 

وضرورة النقد والتقييم والتوجيه

نجدت لاطـة  

        يعتب عليّ بعض الكتّاب والمنشدين في شدة نقدي للنشيد ومنشديه، وهم يرون أن النشيد بحاجة إلى التشجيع ورفع المنشدين، بدلاً من النقد والتثبيط وإظهار الضعف والنقص والعيوب سواء أكانت في النشيد أم في المنشدين أنفسهم.

وأتساءل : هل وصل النشيد الإسلامي ومنشدوه إلى المستوى المطلوب بحيث أصبح ينافس الغناء والمطربين ؟ أم أنه كُتب على الاتجاه الإسلامي أن يقدم الأدنى في كل شيء : ففي الشعر مثلاً، الشعراء الإسلاميون هم أقل فنياً من الشعراء غير الإسلاميين. وقل الشيء نفسه في القصة والرواية والمسرحية. وفي السينما، الإسلاميون لا يقدمون شيئاً أبداً، في حين غزت السينما غير الملتزمة عقول الشباب وغيّرت الأجيال نحو الأسوء فكرياً واجتماعياً وأخلاقياً، والإسلاميون ينظرون إلى ذلك وكأنما هذا التغيّر لا يعنيهم. وفي جانب القنوات الفضائية، القنوات الفضائية الإسلامية ـ وهي قليلة ـ هي الأضعف..

        في حين شهد العهد النبوي تفوق شاعر المسلمين على شعراء المشركين، وتفوق خطيب المسلمين على خطباء المشركين. فهذا هو الأصل في الفنان المسلم الملتزم. أما أن نرضى بالدونية ونقبل بما هو موجود ولا نبذل الجهد المطلوب ولا نهيّىء الكوادر اللازمة، فهذا مما لا يقبله الله لعباده المؤمنين، فالعزة لله وللمؤمنين في كل شيء.

         وشيء آخر, هل يمكن لحركة فنية أن تسير بنجاح دون أن يرافقها نقد بنّاء وتوجيه وتقييم، بل ويجب أن يرافقها أيضاً نقد لاذع وهجوم شديد، لأن هناك بعض المتطفلين يحشرون أنفسهم في الفن ويقدمون نماذج سيئة. فهل نترك هؤلاء دون نقد لاذع أو هجوم شديد بحيث نكشف هشاشة مستواهم ليتمّ استبعادهم من عالم الفنون.

        أرجو من فنانينا وكتّابنا أن تكون صدورهم أوسع وقلوبهم أكثر تقبلاً لكل نقد مهما كانت وجهته، فنقاد النشيد الإسلامي ليسوا ممن تحوم حولهم الشبهات أو ممن يتصيدون في الماء العكر.