أناشيد الدعوة الإسلامية
أناشيد الدعوة الإسلامية
اختارها وحققها وقدّم لها وعرّف بشعرائها:
|
|
حسني أدهم جرّار و أحمد الجدع
اختار الأديبان مئة نشيد إسلامي لشعراء الإسلام في العصر الحديث، وهي أناشيد معبّرة ومؤثرة، تشمل النواحي الحماسية والاجتماعية والدعوية والإنسانية، وكان هدفهما الرئيسي من وراء اختيار وجمع هذه الأناشيد هو إطلاع القارئ المسلم وبخاصة الشباب على جانب من جوانب النشاط الإسلامي الدعوي اللازم لهم في مسيرتهم من أجل العودة بأمتهم إلى عزّها ومجدها، ومن أجل الجهاد في سبيل نصرة دينهم الذي هو سرّ سعادتهم.
فالإسلام الذي يخوض دعاته معركتهم في موج متلاطم من التيارات الفكرية، بحاجة إلى أناشيد تذكّر بأمجاد الماضي، وتسجّل جهاد الحاضر، وترسم بريق المستقبل.. وشباب الدعوة بحاجة إلى أناشيد تثير فيهم الحميّة، وتبعث فيهم حب التضحية والفداء.
والحق أن شعراء الإسلام في العصر الحديث لم يقصّروا في مجال الشعر والأناشيد، فلهم أشعارهم المؤثرة وأناشيدهم المعبّرة.. ولقد كان لبعض هؤلاء الشعراء أثر كبير في أحداث العالم الإسلامي، ومن أمثلة ذلك: الشاعر الكبير محمد إقبال، الذي كانت أشعاره وأناشيده تتردد على أفواه المجاهدين الذين حملوا السلاح في وجه الإنجليز في القارة الهندية.. فمن شعره الحماسي المعبّر قوله:
المؤمن الوثّاب تعصمه من الهول السكينة
والخائف الهيّاب يغرق وهو في ظل السفينة
وقوله في "النشيد الإسلامي":
الصين لنا والعُرب لنا والهند لنا والـكُلُّ لنا
أضحى الإسلام لنا ديناً وجميع الكون لنا وطنا
والشاعر الشهيد محمد محمود الزبيري كان سلاحه الذي أشعل به قلوب أهل اليمن هو الشعر، فقد كانت قصائده منتشرة على كل لسان وفي كل مكان، ومن ذلك قصيدته التي مطلعها:
خرجنا من السجن شُمّ الأنوف كما تخرج الأُسدُ من غابها
نـمرُّ على شفـرات السيوف ونـأتي المنيّة مـن بابها
هذا، ولم يبق قطر من أقطار العالم الإسلامي إلا وتلا قصيدة الشهيد سيد قطب "أخي" ولحنها وأنشدها والتي مطلعها:
أخي أنت حرٌّ وراء السدود أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنـت بالله مستعصماً فماذا يضيرك كيد العبيد
وكذلك نشيد الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يرد الإنسان العربي إلى جذوره الأصيلة، ويجمع الأمة الإسلامية تحت شعار "مسلمون" فيقول في مطلعه:
مسلمـون مسلمـون مسلمـون حيث كان الحقُّ والعدلُ نكون
نرتضي الموت ونأبى أن نهون في سبيل الله ما أحلى المنون
ولما كانت الأناشيد الإسلامية المعاصرة مبعثرة في الصحف والمجلات والأوراق الخالصة والدواوين.. وشعر المؤلفان بالحاجة إلى كتاب يجمع هذه الأناشيد حتى تكون في متناول الرجل المسلم فيعلّمها لأبنائه، والمدرّس المسلم فيلقنها لتلاميذه، والضابط المسلم فيلقيها على جنوده.. بادرا إلى إعداد هذا الكتاب، ووضعا لكل نشيد مقدمة، وهي بمثابة تعليق على المعاني التي أتى بها الشاعر في نشيده، وحرصا على أن ينسبا كل نشيد إلى قائله، واقتضاهما هذا الأمر في أحيان كثيرة جهداً في البحث والتنقيب والاتصال، ثم عرّفا بكل شاعر أخذا له نشيداً تعريفاً موجزاً.
وأخرجا هذه الأناشيد في أربعة كتب، ظهرت الطبعة الأولى منها عام 1984م، والثانية عام 1986م عن دار الفرقان في عمّان.. وقامت دار الضياء في عمان بطباعة الكتاب ثلاث طبعات عام 1986م و 1988م و 1990م كما صدر الكتاب في القاهرة والمنصورة عن دار الوفاء عام 1990م.