الأستاذ أسامة خليفة في حوار مثير عن تجربته في إنتاج أفلام الكرتون

الأستاذ أسامة خليفة في حوار مثير

عن تجربته في إنتاج أفلام الكرتون

أجرى الحوار :  هيثم الأشقـر

        استطاع أسامة خليفة وخلال عقد من الزمن أن يصبح مرجعاً أساسياً في صناعة أفلام الكرتون بالرغم من أن دراسته بعيدة عن المجال تماماً.. وإذا تساءلنا: ما الذي دفع خريج جامعة العلوم لتبني فكرة إنقاذ أطفالنا من مخاطر أفلام الكرتون الأجنبية وطرح البديل الصحيح؟

فسنكتشف أنه الشعور بالمسؤولية والإحساس بالهم العام والمبادرة البعيدة عن النياح وجلد الذات. منذ اثنتي عشر عاماً ، أحس أسامة خليفة بالخطر، فصمم أن يفعل شيئاً، وخلال سنوات وصل إلى هدفه وأصبح اسمه لامعاً بين النخبة التي تشاركه الألم، وليصبح جزءاً من ضوء الأمل الذي ينظر إليه المسلمون.

        والسؤال: ماذا لو وضع كل منا هدفاً لنفسه يتفق واحتياجات الأمة؟ أعتقد أن الأمة ستستأنف مسيرتها وتصبح قادرة على المحافظة على كرامتها وهويتها.

        ولو أن مؤسسة ( آلاء ) فتحت مشروعاً تجارياً لَتضاعفت أموالها تماماً كما حصل مع الشركات التجارية. ولكنه الإيمان بأن ما عند الله خير وأبقى (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات).

        وهذا لا يعني أن العمل في أفلام الكرتون مضيعة للمال، ولكنه مربح جداً في الغرب، وسيكون كذلك عندنا بعدما يصبح رأي النخبة والرأي العام واعياً. أسامة خليفة كان الرائد الذي تحمّل مخاطر فتح الطريق ليكون منارة لمن أراد متابعة المسيرة من بعده..

         وحرصاً منها على رصد تجربة الرسوم المتحركة في مؤسسة "آلاء" أجرت هذا الحوار مع الأستاذ أسامة خليفة.

·  كيف بدأت فكرة مؤسسة آلاء لإنتاج أفلام الكرتون؟

          ـ بدأت الفكرة قبل حوالي 12 سنة وكانت بهدف البحث عن إنتاج بديل عن تلك الأفلام المستوردة والتي تخاطب أبناء بعض الحضارات ولا تتفق مع حضارتنا الإسلامية. وكأب حريص على أولادي, كنت أحاول بصعوبة البحث عن الشريط الجيد والبديل الآمن وخلال خمس سنوات لم أجد ما يصلح لأبنائي, ومن هنا بدأت أفكر بالإنتاج وانطلقت من سؤال , لماذا نحاول دائماً أن نكون مستهلكين ولسنا منتجين؟ فالدول الغربية ـ القوية منها والضعيفة ـ لديها برامج في إنتاج أفلام الكرتون الخاصة بها، وهو ما نفتقده في العالم الإسلامي، والموجود لدينا لا يلبي الغرض.

        ومن هنا  صممت على خوض غمار تجربة إنتاج أفلام الكرتون, وكان خياري صعباً إذا ما قارناه بالإنتاج الدرامي أو الوثائقي..إلخ. كما أن كلفته عالية جداً مقارنة بألوان الإنتاج الأخرى وهذا معروف عالمياً.

        بدأت فكرتي بالبحث عن كتّاب السيناريو والرسامين في البلاد العربية والإسلامية وكانت دهشتي عظيمة عندما وجدتهم أندر من الندرة, خاصة وأنني لم أفكر ولن أفكر بإنتاج أفلامي خارج البلاد الإسلامية. والحقيقة أن المواهب والطاقات في العالم الإسلامي كثيرة إلا أنه لا يوجد أطر للتنسيق بينها وتدريبها، وبالتالي اكتشافها صعب جداً. 

        نحن في مؤسسة (آلاء) حريصون جداً على أن يكون الكاتب أو الرسام أو العاملون معنا مسلمين لأن المشتغل في الثقافة لا يستطيع أن ينتج شيئاً مغايراً لمداخلاته الثقافية والحضارية. والحمد لله وفقنا في تحقيق هذا الهدف وبصراحة لم أجد ضالتي في الدول العربية ولكني وجدتها في بعض الدول الإسلامية.

        وبالتعاون مع الكفاءات التي تعرفت عليها استطعت إنتاج الفيلم الأول( حي بن يقظان ) وهو فيلم عزيز علي جداً لأنه الإنتاج البكر ووجد قبولاً لدى الجمهور.. وهذا النجاح دفعني للتفكير بشمولية أكبر, حيث تجد آلاف الأفلام الأجنبية في السوق العربي, و(آلاء) لديها فيلم واحد, وهنا بدأت أفكر بتأسيس شركة، والطموح كان إنتاج عدة أفلام في السنة الواحدة, إلا أن الإمكانيات وصعوبة العمل وقلة الكفاءات جعلتنا نكتفي بفيلم واحد في السنة. ومن وجهة نظري أن هذا المشروع يجب أن تتصدى له الأمة وليس شخص واحد أو عدة أشخاص فالطفل هو المستقبل والأمل، وما لم نعد مستقبلنا من خلال أطفالنا فمصيرنا بيد من يضع أطفالنا ويُكوّن عقولهم، وأعني الأفلام والمؤثرات الأجنبية.

·  هناك عدد كبير من الداعمين وفاعلي الخير على مستوى المستشفيات والمساجد وخلافه, ما هي رسالتكم لهم حتى يدركوا أهمية فيلم الكرتون ودوره في تأمين مستقبلهم واستقرارهم الإستراتيجي؟

         ـ  أقول لهم إن حكومة اليابان تدعم أي فيلم كرتون فتنتج من شركة صغيرة أو كبيرة بنسبة 50% من قيمته، والحضارة اليابانية لم تصل على العالم إلا من خلال أفلام الكرتون بنسبة 70%. ومن الدعوة أن ندعم إنتاج الرسوم المتحركة بالشراء والتبرعات ودعم سعر عدد محدد من الشريط لتوزيعه أو بيعه في مدرسة أيتام أو قرية..إلخ.

·  وهل يصلكم أي دعم؟

          ـ أبداً ولا ريال، وحتى الآن لم يلتفت إلينا كشركة، مع العلم أننا أنتجنا أكثر من اثنتي عشر فيلم, وكلها أفلام قوية كالفاتح ورحلة الخلود وأسد عين جالوت, وقد يكون السبب لتقصير مني في التواصل. وأما رسالتي للتاجر المقتدر فهي أن لا يتردد في دعم الفيلم الكرتوني خاصة إذا اطمأن إلى سلامة توجهه. كما أوجه نداء للحكومات لدعم فيلم الكرتون لأنه يحمل حضارتنا للآخرين .. نحن نرى أفلاماً من جميع أنحاء العالم ونعرف من خلالها ثقافة هذه الدول, فلماذا لا نسخّر أفلامنا للتعريف بحضارتنا.

·  لم نشاهد أفلام آلاء في التلفزيونات العربية؟

           ـ المشكلة أن القنوات يقيّمونا كأفلام مدبلجة في حين أننا منتجون، أي نصنع الفيلم من القصة فالسيناريو إلى الرسم والمونتاج بينما تقوم كثير من الشركات العربية بدبلجة الأفلام الأجنبية بتكلفة بسيطة جداً كما أن الأسعار التي تدفعها المحطات الفضائية رخيصة جداً ولا تتناسب والفيلم المنتج من الألف إلى الياء. وأطالب بإعادة تصنيف (آلاء) كشركة منتجة غير مدبلجة.

·  أين موقعكم في سوق الشريط؟

           ـ موقعنا في السوق جيد ولم تسبقنا في هذا المجال أي من الشركات، وفي بعض الأفلام وصلت المبيعات إلي (100) ألف نسخة, في الوقت أن كثيراً من الشركات لا توزع أكثر من 15 ألف نسخة.

·  ما هو أكثر الأفلام مبيعاً لديكم؟

          ـ رحلة الخلود وصلت مبيعاته إلى (140) ألف نسخة وخبراء التسويق يعتبرون هذا الرقم جيد جداً قياساً على وضع السوق.

·  ما هو طموحكم المستقبلي؟

          ـ طموحي أن أصل إلى رقم مليون في توزيع أفلام(آلاء) وأشعر بأن المجتمع أحسن إستقبالنا وأولياء الأمور أصبح لديهم القناعة بضرر ما يعرض على أبنائهم من أفلام كرتون مستوردة لأنها مدمرة لأخلاقهم وعقولهم ولم يجدوا البديل إلا في أفلامنا ولله الحمد وما شابه أفلامنا من شركات موثوقة.

·  أشعر من خلال لقائي بكم أن لديكم تقصيراً في مجال العلاقات والإعلام مما يؤثر على التسويق بالشكل الأفضل ما رأيكم بهذا الاهتمام؟

           ـ ماذا تقصد؟

·  أقصد لو قمتم بحملة تعريف بالمؤسسة لأصحاب القرار بوزارة الإعلام ورجال الفكر والقيادات الرسمية بالإضافة للتوجه برسالة تعريفية أخرى للجمهور العام وفق رؤية معينة لكل شريحة كأن يقام مهرجان آلاء أو مسرح آلاء للتعريف بأبطال الأفلام؟

           ـ كل هذه الأفكار موجودة في البال.. نعم هناك تقصير ولكنا شركة صغيرة.. هناك الكثير من الشركات بدأت نشاطها بعدنا بمدة ومع ذلك أغلقت أبوابها وفشلت.. مبدئياً نعتبر استمرارنا نجاح.. وجهودنا محدودة ولا نستطيع أن نفعل كل ما نفكر به و" آلاء" تتطلع لمساندة المجتمع وأنتم في المنار جهودكم مشكورة إذ تقدمونا للجمهور وتقومون بالتعريف بنا وهذا دعم منكم للمشروع.

·  هل بادرتم بالاتصال بالآخرين طلباً للدعم والمساعدة لتسريع خطى تنفيذ برامجكم؟

          ـ نعم بادرنا واتصلنا ولكن دون جدوى تذكر.

·  إذن على ماذا تراهنون في استمراركم؟

          ـ على الأطفال رجال المستقبل.. لدينا جمهور واسع من الأطفال ولدينا دراسات تؤكد تعلقهم بأفلام آلاء، وقريباً سيكونون أباء ومسؤولين, لدينا جمهور من الأطفال منذ عشر سنين أو أكثر والآن لهم دور بالتعريف بأفلام(آلاء) والحمد لله نحن في تقدم مستمر وحتى الكبار لم نعد نجد صعوبة في إقناعهم بأهمية أن يكون لنا فيلم كرتوني خاص بنا يتناسب وديننا وحضارتنا في حين كان إقناع هؤلاء منذ مدة صعباً جداً.

·  من خلال تجربتكم على مدى الاثنتي عشر عاماً هل وجدتم الخبرات الكافية لأفلام الكرتون كتّاباً ورسامين؟

          ـ لا.. في كل العالم العربي لا يوجد شخص واحد يُعتدّ به ككاتب لسيناريو الكرتون.. والذي نعمله عادة أن نكتب القصة ونكلف كاتب سيناريو عادي غير متخصص بالكرتون لكتابة السيناريو وأثناء تنفيذ الفيلم نقوم بالتعديل وإعادة كتابة بعض الفقرات وهذا يكلفنا ميزانية أكبر.

·  لماذا لا يوجد لدينا كتّاب سيناريو أفلام كرتون؟

          ـ لأن مجال أفلام الكرتون جديد وأعتقد أن الحاجة ماسة لبرامج تدريبية لكوادرنا في هذا المجال كخيار استراتيجي وطني وإسلامي.

·  بعد أن عرفنا أثر أفلام الكرتون ودور الإعلام في تحضير الأمة للنصر أو الهزيمة، هل لديكم تصوّر للاهتمام العام بهذا الجانب من قبل الأمة؟

          ـ نحن نتطلع بشكل أساس لدعم القيادات النخبوية مثل العلماء والمثقفين الذين يملكون ناصية التأثير بالمجتمع وخاصة العلماء, فالموضوع متعدد الجوانب ولا يقتصر على فتوى في جانب واحد فقط .

        لابد من أن نتذكر دائماً أن الغرب يُخرّب عقائد وعقول أبناءنا، وهذا يعني تنشئة جيل مشوش بأفكار الغرب بل لنقل تنشئة جيل غربي.. وكلنا يعرف ما فعله بالعالم الإسلامي أولئك المستغربون المندهشون بالغرب من الذين تأثروا بهم لضعف ثقافتهم الإسلامية.

        الفاتيكان أدرك هذا الأمر وأنتج شريط عن "كلومبوس" بقصد التبشير وتمّ عرض الشريط في إحدى القنوات العربية.

        علينا أن نعرف أن فيلم الكرتون سلاح ذو حدين وبإمكاننا الاستفادة منه كثيراً إذا ما سخرناه للخير ولا أدل على ذلك من عدد ساعات المشاهدة التي يقضيها الأطفال أمام شاشات عرض التلفزيون وما نشاهده الآن من أحوال الشباب في الأسواق والشوارع ما هو إلا إنتاج أفلام الكرتون لهم ,, أبناء الرسوم المتحركة .. " كرينددايزر " فيلم عنيف لدرجة الطفل يدق رأس أخيه بالجدار وإذ ما سألناه عن السبب قال هكذا يفعل "كرينددايزر" كما استخدمت الرسوم المتحركة لإشاعة الإنحلال مثل "باربري" والتي تقدم بعض المشاهد الخليعة كما أن الكرتون جعل مشهد الكنيسة مألوفاً للأطفال بل تجدهم متعاطفين مع الكنيسة لأن البطل الذي يحبونه دخل الكنيسة. 

·  لو أن"آلاء" قدمت رسالة واضحة ومفهومة مدعمة الإحصائيات والدراسات ستجد تفهّماً أكبر عند ألي الأمر والنخبة، ما رأيكم بهذا الطرح؟ أليس هذا أجدى من عدم التواصل مع الآخرين؟

            ـ يا أخي قلت إننا مؤسسة محدودة الإمكانيات نعم نحن مقصرون فيما تقوله ولكن أين دور الجامعات والأكاديميين في هذا المجال .. أعتقد أن هذا دورهم كما أعتقد أن مؤسسة " آلاء "  بحاجة لأن تتحول إلى هيئة كبيرة لإنتاج الرسوم المتحركة، تضم الباحثين والدارسين وآلية إعداد الكوادر والمسوقين ورجال الإعلام والعلاقات.. إلخ.

        نحن الآن نقوم بدور الإعلام الشخصي والتأثير المباشر من خلال الحوار في المناسبات واللقاءت والزيارات وهذا كافٍ الآن بالنسبة لإمكانياتنا ويحقق نتيجة نحن راضون عنها نسبياً.. الآن قد أتحتم لنا في هذا اللقاء الفرصة للقاء الجمهور، أقول تعالوا نرى كم تخسر الدولة على مكافحة التدخين أو المخدرات.. طبعاً الملايين.. وأرى لو أنها أنفقت 10 ./. مما تنفقه لإنتاج فيلم الكرتون عن أضرار التدخين والمخدرات لحصدت نتائج أفضل بكثير .. لدينا أسابيع كثيرة لهدر الأموال .. مكافحة التدخين وأسبوع المرور وأسبوع كذا وكذا وأعتقد أن المعالجة هذه خاطئة لأن الأصل أن نربي المجتمع على سلوكيات إيجابية من خلال التأثير على الأطفال ولا نجد وسيلة أفضل للتأثير عليهم من أفلام الكرتون. بعض الأباء والأمهات لا تشكل لهم أفلام الكرتون إلا وسيلة لإلهاء أطفالهم والتخلص من شقاوتهم. القضية بحاجة لحملة شرعية وطنية إعلامية ثقافية نبين أثر أفلام الكرتون ودوره في تنشئة الأجيال وبناء الغد .

·  في الآونة الأخيرة بدأت تظهر فضائيات إيجابية التأثير هل لكم إتصال معها لبث أفلامكم ؟

          ـ نعم هناك مفاوضات وقريباً سترى أفلامنا عبر الشاشات الفضائية.

·  لابد لكل عمل حتى ينجح من هدف ومنهج واضح , ما هو هدفكم وما هي ملامح منهجكم لتحقيق ذلك؟

          ـ نعم هدفنا خدمة الإسلام من خلال الرسوم المتحركة والوصول إلى العالمية في ذلك والتأثير بأطفال من خلال ما يحب وما يتأثر به. أما منهجنا فهو الموضوعية والصدق والتعاون والتنسيق وإحضان الكفاءات وتشجيعها ولدينا أيضاً تصور واضح لما نريد فعله، إلا أن الإمكانيات تحد من الطموح بل وتؤخر الإنجاز .

        المعنويات عالية ونحن في ( آلاء ) مصممون على المضي قدماً والاستمرار في تقديم الأفضل من خلال محاور عدة منها التاريخية القديمة والحديثة ومحور الترفيه الخلاق والأنماط السلوكية .. إلخ ولدينا قوائم بما نريد تقديمه وفق رؤية مدروسة مسبقا.ً

·  آخر أفلامكم كان فيلم طارق بن زياد . لماذا اخترتم هذا الشخصية؟

          ـ الطفل المسلم يعاني من إحباط ولابد من دفع معنوياته وإعطائه جرعة من الأمل وأعتقد أن للأفلام التاريخية دوراً في تحقيق هذا الهدف, حيث يشعر الطفل بأنه ينتمي إلى أمة عظيمة ويأتي اهتمامنا بالتاريخ لأن الطفل يحب القصص بطبيعته ولابد من استمرار هذه العلاقة بينه وبين القصة.

·  في الآونة الأخيرة كثرت الجمعيات الخيرية الإغاثية، ألا يستحق الطفل المسلم أن ننشىء له جمعية إغاثية للإعلام الخاص به, خاصة وأنه أسير للأفلام الأجنبية وأصبح بين فكيها؟

          ـ الأساس أن تكون هناك هيئات ومنظمات لدعم الطفل في كل المجالات وأهمها إعلامه, ولكن مع الفساد الإداري وتخلف مجتمعنا عن الأخذ بأسباب النجاح وفق رؤية مؤسسة علمية راقية, لابد من البدء على المستوى الشخصي أو الشركات.. ونحن في آلاء بدأنا العمل، وهنا أحب أن أقول كيف سيكون الأثر لو أنتجنا شريطاً كرتونياً يتحدث عن فلسطين أو أي قضية, سيكون عدد المتعرضين للأفلام بالملايين وسيبقى الأثر دائماً عبر السنيين وللأجيال القادمة.. بالإضافة إلى أن الفيلم سيترجم إلى اللغات الأخرى وسنشرح من خلاله القضية الفلسطينية للعالم أيضاً.

·  طالما أنكم مؤسسة ربحية فهذا يعني أن أسعاركم غير منافسة؟

          ـأبداً ، أسعارنا منافسة حتى للشركات العالمية التي توزع ملايين النسخ لكل شريط ونحن شركة ربحية حتى نستطيع الاستمرار والمنافسة حسب معطيات السوق ونرى أن هذا النوع من الشركات أفضل لمستقبل مشاريعنا الإعلامية وغير الإعلامية فالتبرعات والهبات أثرها وقتي ولابد من التفكير بعقلية استثمارية تنموية راسخة في الأمر.

·  معظم الهيئات الإسلامية تعتبر التعليم من أولويات أهدافها ألم تفكروا في "آلاء" بالتنسيق مع هؤلاء؟

          ـ كانت هناك محاولات ولم تثمر عن شيء, وبعض الهيئات أنتجت أفلاماً ولم تجد قبولاً لدى الأطفال.

·  في الفترة الأخيرة يسأل محبو آلاء عن سبب توقف الإنتاج فما هو السبب؟

          ـ ( آلاء ) الآن في مرحلة مراجعة الذات والإعداد لمرحلة عالمية الأداء منافسة لديزني ولكبريات الشركات العالمية، ستكون لنا شخصياتنا المميزة ولدينا الآن مشاريع عملاقة وقريباً سترى النور.

·  كيف بدأت تجربتكم مع أفلام الكرتون؟

          ـ  درست في جامعة الملك عبد العزيز في كلية العلوم ولم أستفد من تخصصي حيث اشتغلت إدارياً في عدة هيئات إسلامية, وكانت بداية التفكير في كندا حيث كنت أعمل هناك مديراً لمكتب رابطة العالم الإسلامي وقد تأثرت كثيراً بالنهضة الكبيرة هناك في صناعة الرسوم المتحركة وترك ذلك في نفسي شعوراً بالتحدي ومن ثم كانت الانطلاقة والبداية, حيث قررت أنه بإمكاني أن أفعل شيئاً لمستقبل أطفال المسلمين، والحمد لله وصلت إلى درجة جيدة وتُعدّ ( آلاء ) الآن مرجعاً للمسلمين في الرسوم المتحركة وكان ذلك قبل اثني عشر عاماً.

·  هل لديك أعمال أخرى في غير آلاء؟

          ـ لو كان لي أعمال أخرى لفشلت, بل إني أرفض أن أكون عضواً في أي لجنة أو جمعية, أي عمل إذا لم تعطه كل وقتك تفشل بل أنى أعيش عملي ساعة بساعة ويشغل كل حياتي وحتى في المنزل كثيراً ما نتحاور في العمل وكثيراً ما أستفيد من أفكار أطفالي وأطفال الأصدقاء والأقارب وحرصي على التخصص هو سر نجاحي ونجاح آلاء.

·  هل يستغرق العمل وقتك على حساب واجباتك الأخرى؟

        أبدأ بعد انتهاء دوام العمل لا يمكن أن أرتبط بأي شي يخص العمل وإنما العلاقات الاجتماعية والأسرية وصلة الرحم وتربطني بأبنائي صداقة قوية جداً ويسود البيت جو من التفاهم والحوار, وأنا دائماًُ قريب منهم