غزة حاضرة في مهرجان قرطاج الدولي في تونس "الدورة ال 50"
غزة حاضرة في مهرجان قرطاج الدولي
في تونس "الدورة ال 50"
رضا سالم الصامت
الملحن والفنان اللبناني " مارسيل خليفة " قدم حفلا فنيا، متميزا، في اطار مهرجان قرطاج الدولي في تونس و أهداه لأطفال غزة على هامش الدورة 50 للمهرجان ، و الذي انطلق في العاشرمن يوليو/ تموز ، ويتواصل إلى غاية السادس عشر من شهر أغسطس / آب 2014.
الفنان اللبناني مارسيل خليفة، المولود في خمسينات القرن الماضي والذي يعتبر أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بقضية فلسطين. يقول : لا شيء يبرر فننا سوى أن نتكلم عن أولئك الذين لا يستطيعون الكلام”،
قد تلخص هذه الجملة مسيرة هذا الفنان وهو المعروف دوما بأغانيه التي تأخذ الطابع الوطني، وبأسلوب دمجه في الموسيقى العربية الآلات الغربية كالبيانو، كما استطاع أيضا إدخال الساكسفون إلى الموسيقى العربية في واحدة من أهم أغانيه “يعبرون الجسر” للشاعر خليل حاوي.
قضى مارسيل خليفة عقودا في مقاومة فنية جنبا إلى جنب مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مقاومة الغطرسة الصهيونية على طريقتهما، حاملا معه إيمانه بالقضية في أغانيه وموسيقاه، رغم أن طابع الموسيقى قد اختلف بشكل واضح حسب مراحل حياته من الحرب الأهلية اللبنانية والنضال الفلسطيني إلى مرحلة السلم اللبناني ومرحلة ما بعد الطائف، واتفاق أوسلو على الجانب الفلسطيني.
بدأ مارسيل يميل أكثر إلى التلحين الموسيقي البحت دون الغناء، فكانت بداية مشاريعه الموسيقية التي بدأها بمعزوفة “جدل” التي تعتبر نقاشا بين العود القديم (مارسيل خليفة) والعود الجديد (شربل روحانا)، فكان ذلك محاولة أكثر من ثورية بالنسبة لتقديم العود، كما قام أيضا بتأليف موسيقى تصويرية في العديد من مسرحيات عبدالحليم كركلا الأخيرة: مثل حلم ليلة صيف والأندلس.. الحلم المفقود وأليسا.. وملكة قرطاج.
ولد مارسيل خليفة عام 1950م في بلدة عمشيت في جبل لبنان، هو مؤلف موسيقي ومغني وعازف عود لبناني. يعتبر مارسيل أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بقضية فلسطين و من اشهر أغانيه " أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي... وتكبر فيّ الطفولة يومًا على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي! خذيني أمي .... و منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي ... في كفي قصفة زيتون و على كتفي نعشي .... و أنا امشي و أنا امشي ..... قلبي قمر أحمر قلبي بستان ..... فيع فيه العوسج ، فيه الريحان .... شفتاي سماء تمطر نارا حينا حبا أحيان ...... في كفي قصفة زيتون و على كتفي نعشي ... و أنا أمشي و أنا أمشي ..... من كلمات الشاعر سميح القاسم .
لم تخل حياة مارسيل خليفة من المشاكل والأزمات، فحدث أن تعرض سنة 2003 إلى دعوى قضائية في لبنان، لأنه استخدم آية قرآنية في أغنية “أنا يوسف يا أبي”، وهي قصيدة كتبها محمود درويش تستلهم قصة يوسف من القرآن الكريمفي إسقاط على القضية الفلسطينية، لتتم تبرئته لاحقا. ومن ألبوماته: الجسر، سعادة، تقسيم، أعراس.
وقسم خليفة حفله إلى جزئين، أولهما قدم فيه عملا بعنوان "أحمد العربي"، وشاركه فيه الفنانة اللبنانية، أميمة الخليل، حيث غنا قصائد للشاعر الفلسطيني محمود درويش، قبل أن يمسك عوده، وينفرد بأغان عُرف بها، على غرار "ريتا"، و"أمي " و"منتصب القامة". واستهل الموسيقار اللبناني الحفل بكلمة توجه بها لأطفال غزة وأهداهم فيها حفله. ووشح علم تونس وفلسطين شاشة عملاقة رقمية في بداية الحفل، ورفع عدد من الجمهور أعلام فلسطين ورددوا هتافات منها "غزة غزة رمز العزة ".
وقال خليفة في مؤتمر صحفي أن العمل الذي نقدمه وعنوانه ( أحمد العربي) مرتبط بما يحدث في غزة وأهدي العمل والأمسيات الفنية المبرمجة في تونس إلى أطفال غزة .وكان خليفة كتب قصيدة عقب الأحداث الأخيرة في غزة وقدمها في مؤتمره الصحفي بعنوان: " إلى أطفال غزة".
بثت السهرة مباشرة في كل من محافظة
سليانة (غرب تونس)، وقابس
(جنوب تونس)، وسيدي بوزيد (وسط
تونس )، وجندوبة (غرب تونس ).
الجدير بالذكر ان الفنانتان
اللبنانيتان أميمة الخليل وعبير نعمه، والفنانة الألمانية " فيليستيس"، إلى جانب
قرابة 100 عازف أوركيسترا بقيادة المايسترو التونسي حافظ مقني. وقد
شارك في مهرجان قرطاج الدولي فرق فنية من قارة آسيا و تحديدا من الصين و فرق
أوربية ، ساندوا غزة وهذه غزة حاضرة في مهرجان قرطاج
الدولي في دورته الخمسين.