كلمات وتعابير شامية من مسلسل باب الحارة..
د. محمد عقل
منذ بداية شهر رمضان المبارك نشاهد على الشاشة الصغيرة كل مساء الجزء السادس من مسلسل باب الحارة لمخرجه بسام الملا. يغلب على هذه الدراما العنصر النسائي كما غاب عن المسلسل مجموعة من الممثلين الكبار الذين قضوا نحبهم مثل وفيق الزعيم الذي قام بدور أبي حاتم، وعبد الرحمن آل رشي الذي قام بدور زعيم الحارة، وحسن دكاك الذي قام بدور أبي بشير الفران، وسليم كلاس الذي قام بدور الحلاق والعطار، بينما عاد إليه الممثل الكبير أبو عصام عباس النوري، وعُزّز بالممثل القدير أيمن زيدان الذي تقمص شخصية أبي ظافر الانتهازي الذي راح يكيد المكايد ليحظى بمرتبة زعيم الحارة الشاغرة.
بقي معتز(الممثل وائل شرف) رمزًا للشرف والشهامة والعزة والكرامة والثورة ضد المحتل، بينما غرق أخوه عصام(الممثل ميلاد يوسف) في مشاكله مع نسائه الثلاث ومكايد أبي ظافر.
عودة أبي عصام للحارة كانت حدثًا مفصليًّا وأثارت مشاعر الجميع، وتتلاحق الأحداث فيتبين لنا أنه كان على علاقة بعميلة فرنسية مدسوسة اسمها ناديا ويتزوجها!. الأمور تتطور نحو التصعيد مع الغاصب الفرنسي المحتل.
من السابق لأوانه الحكم على المسلسل إلا أنه يعد في نظرنا نهضة إثر كبوة بعد الحرب الأهلية التي ما زالت دائرة في سوريا. من الجدير بالذكر أن جزءًا من القرية التراثية قد تضرر في الحرب، ورغم ذلك انتجت الدراما السورية خمسة وعشرين مسلسلاً منها التاريخي والأخر من وحي الواقع.
وردت في المسلسل ألفاظ ومصطلحات وأمثال شامية لا يعرف معانيها إلا من عاش في دمشق ودرس تاريخها ولغة أهلها، وفيما يلي شرح لعدد منها:
-عَكيد الحارة: لكل حارة عقيدها، أي القبضاي(الأبضاي) الأكبر الذي لا تُعقد الأمور ولا يُبتُّ فيها إلا بإذنه، وهذا يذكرنا بنظام الفتوة بمصر، ولا علاقة للعكيد بالجيش لا من قريب ولا من بعيد. في حارة الضبع يتحدثون عن زعيم الحارة أي كبيرها وسيدها، وعن عقيد الحارة القبضاي.
-أبضاي: قبضاي كلمة تركية أصلها قباداي ومعناها الخال الغليظ، ويقصد بها طبقة الشجعان ومثلها زْكُرت، وفي مصر يسمى فتوة، ويكثر القبضايات من استعمال كلمة الخال عند مخاطبة الغير، ويمتاز الواحد منهم بالمروءة والشهامة وإغاثة الملهوف والدفاع عن العرض والمال ومبادئ الشرف وحسن المعاملة وعدم الاعتداء، وهناك نوع من القبضايات يستعمل قبضة وقوته للإساءة إلى الناس وهو من الأشقياء.
-زْكُرْتْ جمعها زْكُرْتيّة: كذلك زْكِرْتاوي وجمعها زْكِرتاوية الشجاع والهمام والكريم والمساعد للغير وصاحب المروءة والشرف، وهو اسم آخر للقبضاي، والكلمة عربية مشتقة من الذكر الذي يتصف بالشدة والفحولة على عكس المرأة التي تتصف بالنعومة.
-عواطلي: إنسان بدون عمل، لا يحب العمل.
-عونطجي: كلمة دخيلة أصلها أونطجي. يقول عبد الخالق الدباغ في كتابه "معجم أمثال الموصل العامية" إن الكلمة محرفة عن الفرنسية (أفنتور): aventure بمعنى التحايل لكسب المعيشة. يضرب لمن ينال الشيء بالسفاهة والاغتصاب. دخلت الكلمة إلى اللغة العثمانية ولازمتها اللاحقة التركية (جي) التي تدل على صاحب مهنة أو صاحب صفة سلبية، ومنها إلى اللغات المحكية في البلاد العربية وصارت تعني النصاب والمحتال والكاسب من الحرام. وقد قلبت الهمزة إلى عين ويسمى ذلك في اللغة عنعة بني تميم.
- عَوَايني: جمعها عَوَاينية (عواينين)، هو الشخص الواشي الذي يراقب الناس وينقل أخبارهم للسلطة، أي العميل والخائن، والعين في اللغة الفصحى الجاسوس.
-كراكون: كلمة تركية أصلها قراغول ثم حرّفها العرب إلى كراكون وتعني مخفر الشرطة.
-أول باشتان، ثاني باشتان: (باش) كلمة تركية تعني الرأس أو الرئيس، و(تان) كلمة تركية تعني نقطة، فيكون المعنى أول نقطة رئيسة، ثاني نقطة رئيسة وهكذا دواليك، ويبدو أن العرب أضافوا كلمتي أول وثان للتوضيح المفرط.
-اجناباوية: أجنبية.
-أكرى: استأجر.
-إنجزعت: انزعجت.
-اندبوري: المفلسن الفقير، المتسكع الذي لا يملك شيئًا.
-بلهموطي: من ياكل حقوق الغير، بخيل وانتهازي ، أي مستعد ان يبيع اقرب الناس إليه في سبيل الوصول إلى مبتغاه.
-البايكة: مخزن للحبوب والحيوانات.
-بْراي عليك: كلمة فرنسية برافو أحسنت.
- بنوب: بتاتَا.
-بالقرعة(بالأرعة): مكشوفة الرأس، والمرأة الدمشقية في ذلك الزمان تمتنع عن الكشف عن رأسها أمام الغرباء.
-بَرَّاد شاي أُكْرُك عَجَم: براد شاي هو إبريق لغلي الشاي، أُكرك عجم أي صنف ممتاز وهو أسود غامق وثقيل، ويروى أن أكرك كان اسم تاجر شاي مشهور من بلاد العجم فسمي هذا الصنف باسمه، ومن الجدير بالذكر أن الدولة العثمانية كانت تستورد الشاي من الهند ولا يزال الناس هناك يطلقون على نوع من الشاي اسم (الكرك) ومعناه في اللغة الأوردوية الجامد أو المضاعف كناية عن الشاي الثقيل. ويشرب الشاي في مقاهي الشام مع الأركيلة، كما أن التشاي العراقي الثقيل مشهور ويسمى في المغرب أتاي.
-بركدن، بركي: أصلها بلكي وهي كلمة فارسية تركية بمعنى ربما، من المحتمل.
-بالمشرمحي: من ألم نشرح لك، أي بالعربي الفصيح بدون لف أو دوران.
-بنجور: فرنسية تعني صباح الخير.
-تكة: لحظة.
-تؤبرني: أي تقبرني، دعاء معناه افتديك بروحي لتعش وتقبرني بيديك.
-جدبة: هبلة، مجنونة.
-جوز: زوج
-داسوس:في لغة أهل الشام جاسوس.
-درك: رجال الحرس، أو الشرطة، وهي مستعملة في لبنان والأردن وسائر بلاد الشام.
-دَرْمِل: إرحل من هنا، انصرف، أُغرب عن وجهي.
-دِغري: كلمة تركية تعني المستقيم أو مباشرة دون لف أو دوران.
-دوبار أو دوباره: كلمة تركية معناها: حيلة، حل، خدعة.
-زِنجيل وجمعها زناجيل: والجيم تلفظ جيمًا مصرية. زنكين كلمة تركية تعني الغني أو الثري. وفي فلسطين يقولون: زنكيل.
-شندي: عدًا ونقدًا (كاش).
-شغلة ناكتة: فاضية، تافهة، ليس لها أهمية.
-شي بيحط العئل بالكف: مثل شامي بمعنى شيء عجيب لا يُصدّقه العقل.
-شَلَشني: أدخل القلق علي، أقلقني.
-شنططة: بهدلة وتعكير مزاج.
-فاشوش: بدون فائدة، فاض، فارغ.
-فَشَر: كذب وإدعاء الباطل.
-كركوبة: خيطان غير مرتبة.
-كسر الصُّفرة: تناول طعام الفطور، وهي لفظ فصيح فالصُّفرة هي الجوع، أي كسر جوعه.
-كوران: التيار الكهربائي، فرنسية الأصل.
-ليكو: اسم إشارة للبعيد بمعنى ذلك هو وأصله إليكه. شحّو: اسم إشارة للقريب، هذا هو.
-مئنزعة: شايفة حالها، متكبرة.
-مخستكة: مريضة. خسته خانه: بين الضعفاء كناية عن المشفى. وهي كلمة تركية.
-مسيو: فرنسية تعني السيد.
-أرض الديار: باحة البيت الدمشقي، وهي مفتوحة للسماء ووسطها بحرة ماء وحولها أحواض الشجر والأزهار، وتمر منها، أحياناً، ساقية ماء، وللبيت العربي في دمشق ديار بَرّاني وديار جُوّاني.
-ليوان: مصطلح يستخدم منذ العصور القديمة للإشارة إلى القسم المسقوف من باحة الدار بحيث تحيط به ثلاثة جدران فقط، وهو يستعمل للجلوس ولاستقبال الضيوف في أشهر الصيف لرطوبته.
-العدسة: قصرمل وكلس تمد في أرض الديار وفي غرف البيت العربي بدلاً من البلاط.
-داكونة:غرفة صغيرة تحت الدرج.
-دخلوشة: جمعها دخاليش، وهو ممر ضيّق وضغير، أو فجوة، أو مكان صغير غير مضاء بجانب البيت. وفي فلسطين يسمى جوخماق.
-زواريب، جمع زروب: الطريق الضيق القصير الذي يوصل إلى الهدف بسرعة والذي يسمح للهواء أن ينفذ من خلاله بسرعة قوية.
-البَحْرة: بحيرة ماء صغيرة داخل كل بيت دمشقي، أو في الأحياء، على طرفها أحياناً رأس سبع أو رأسان يتدفق منهما الماء على البحرة، ويكون في وسطها نافورة ماء عالية.
-نملية: خزانة صغيرة لحفظ الأطعمة. وهي عامية أقرها مجمع اللغة العربية.
-فراري: هم الهاربون من السلطات بسبب جرم ارتكبوه، أو بسبب تخلفهم عن أداء الخدمة العسكرية.
-كومندان: قائد ميدان- كلمة عربية دخلت إلى اللغة الإنكليزية فأصبحت قومنديان، ثم عادت إلى اللغة التركية بلفظ قومندان، وبعدها استعملها العرب بمعنى قائد عسكري، أو قائد شرطي.
-كوميسارية: كلمة فرنسية تعني مفوضية الشرطة، أو الأمن العام، والكوميسير هو المفوض السامي الفرنسي في سورية.
-ياواش: كلمة تركية تعني بطيء، متأن، خفيف، حليم، لين. ياواش ياواش تعني على مهل وبتأن.