سى على وتابعه قفة
أهلا بعودة الحلو وتنصيب لطفى ملكا
د. كمال يونس
رائعة الكاتب المسرحى الراحل ألفريد فرج على جناح التبريزى وتابعه قفة ، أحدى مسرحياته المستلهمة من التراث أعاد تقديمها مسرح السلام التابع للبيت الفنى للمسرح برؤية معاصرة للمخرج مراد منير باسم "سى على وتابعه قفة"، بطولة محمد الحلو ، لطفى لبيب ، محمود الجندى ، فايزة كمال ، ياسر صادق ، أشعار سيد حجاب ، استعراضات مجدى صابر، ملابس د0سامية عبد العزيز ، ديكورات واكسسوار حازم شبل، إضاءة شريف البرعى ألحان حمدى رؤوف ، وأحمد الحجار ، توزيع أحمد مصطفى ، وقد ساعد فى الإخراج كل من جاد الشهاوى ، طارق حسن ، هانى عبد الهادى ، وفاء أصلان ، شوقى عبده0
يحكى العرض عن على جناح التبريزى المسرف الذى فقد ثروته على ملذاته وأصدقائه ليبيع كل ما يملكه حتى بيته، ويلتقى بقفة الصرماتى الذى يصطحبه على أن يكون تابعه لا لشىء إلا لمجرد انبهاره بشخصية التبريزى ، ويرحلا فى بلاد الله حتى إذا ما وصلا إلى بلد يحكمه ملك فاسد ، وقد ازداد فيه الأغنياء غنى ، والفقراء فقرا ، ولكن الأميرة ابنة الملك التى تعطف على الفقراء وتتألم لحالهم تحب على جناح التبريزى وقد انبهر الجميع بغناه الفاحش المزعوم ، حتى يتقرب منه الجميع وخاصة التجار فيستولى على نقودهم تلك التى أعطوها له طواعية طمعا فى قافلته حتى يحتكروا ما فيها ، وكذلك الملك يزوجه من ابنته حتى يستأثر بثروته حتى يفضحه قفة ، وقد رحل من البلدة ومعه الأميرة وتبعه قفة بعد أن وزع ثروة الأغنياء على الفقراء،وأيضا أيضا مدخرات قفة التى استخدمها فى لعبته، ومن خلال القصة كم من اسقاطات على الغلاء والفساد والطمع والكسل فى كل زمان ومكان ليلمس وترا لدى الجمهور ومعاناته0
من أسباب تألق هذا العرض تلك التوليفة الفريدة بذلك القالب الدرامى الذى يبدو أنه أصبح تخصصا لمسرح السلام بعد عرض الملك هو الملك تأليف سعد الله ونوس وإخراج مراد منير ،وعرض قاعدين ليه عن كاسك ياوطن لمحمد الماغوط،إخراج حسام الدين صلاح ، وعرض يمامة بيضا تأليف جمال بخيت وإخراج حسام الدين صلاح، والعرض الحالى سى على وتابعه قفة الذى جمع فيه مخرج العرض مراد منير بين نص ذى موضوع له تماس مع الواقع والماضى مع الكوميديا والموسيقى والغناء والاستعراضات، متعاملا مع النص برؤية جديدة قد تكون بعيدة إلى حد ما عما انطبع فى الأذهان عن العرض القديم الذى قام ببطولته أبوبكر عزت وعبد المنعم إبراهيم ،وقد أحسن اختيار نجم العرض المطرب الأصيل محمد الحلو( على جناح التبريزى ) بعد غياب 12 عاماً ، حيث قام ببطولة لولى من إخراج مراد منير أيضا، ليعود بشعبيته الكبيرة وتشوق الجمهور المحب لسماع صوته الشجى العذب، بما له من فيض الموهبة وصدق الأداء وخفة الظل والروح، مع لطفى لبيب ( الملك ) الذى أثبت للجميع أنه نجم مسرحي من الطراز الأول ، ويستطيع أن يقوم بالبطولة المطلقة للعمل المسرحى فى ظل تواجده الدائم فى الدراما التليفزيونية والسينمائية ، نظرا لخفة ظله ، وحضوره المتألق الفياض على خشبة المسرح ، وبما له من قبول جماهيرى ، والتزامه الفنى والأخلاقى إذ يقدم كوميديا لطيفة غير مبتذلة ، ووارتجالاته تثرى العمل وتربط الماضى بالحاضر، لطفى لبيب الذى نصب بدوره فى هذا العرض ملكا من ملوك الكوميديا المسرحية الراقية ونجما من نجوم المسرح فنيا وجماهيريا0
ومحمود الجندى بأدائه الرصين وصوته الشجى وحضوره المتألق ، وفايزة كمال ( الأميرة ) ، مع كوكبة من الممثلين ياسر صادق ( الوزير )وقد أدى دوره بطبيعية وتلقائية جمعت بين شر الوزير وغبائه وخفة دمه ، وماجدة منير ( المربية ) ، جميل عزيز(التاجر) ، عزت إبراهيم ( الشهبندر ) ، محمود لاشين ( صاحب الخان) ، مجدى عبد الحليم ( صواب) ، محمد عابدين (الحارس) ،حربى الطائر ( المالك الجديد)، مع تلك الديكوارات التى أبدعها حازم شبل الديكورات بيت على النافورة والكرسى الهزاز ،السوق بمكوناته الخان وحوانيت التجار ، قاعة الأميرة الخلفية من الستائر البيضاء والبرتقالية فى إطار مذهب فخم له جناحان جانبيان تتخللهما ستائر من السلاسل الذهبية المرصعة بفصوص حمراء، وسرير نوم الأميرة،قاعة العرش عدة سلالم ذهبية لها درابزين تنتهى صعودا إلى كرسى العرش مع منحوتات بديعة على جانبى بداية السلم ، ديكور مشهد على بعد افتضاح أمره والشجرة الجدباء خلفه وهو المعلق على الأرجوحة أمامها ، ثم ديكور مشهد الختام والصعود من يمين الخلفية إلى أعلى يسارها ممتطيين الحصان وكأنه صعود للسماء والتحليق بالحلم، وقد جمعت بين حسن التوظيف الدرامى والفخامة والأبهة حيث جو ألف ليلة وليلة الذى يدور فيه الأحداث، عززتها الإضاءة التى صممها شريف البرعى ، كذلك أغانى العرض التى صاغها شعرا سيد حجاب ، والاستعراضات المثرية للعرض المسرحى والتى صممها مجدى صابر الحياة لقمة طرية ( بداية العرض ) فى بيت على ، اصحوا ياعالم غجر فى السوق ، الكرنفال فى السوق ، الحنة والصباحية ، مسكين ياقفة، الاستعراض الختامى ، مع ملابس العرض التى د0سامية عبد العزيز ولو أن هناك بعض الملاحظات مثل ألوان أزياء الراقصين محددة بين البنفسجى والأخضر خاصة فى مشهد البداية وكان يجب أن تنوع وتتعدد وتتضمن أوانا أكثر بهجة ، وكذلك أزياء الفنانة فايزة كمال حيث غلب عليها الألوان الداكنة الأسود والأزرق ، وماجدة منير بقصة شعرها الحديثة كان يجب أن تضع ولو طرحة حتى تتناسب والجو العام، وفى استعراض كوكو لماذا غيرت ملابسها إلى طفولية ؟! مع العلم بأن الأميرة دبرت حيلة أنها فتاة صغيرة لتثنى أباها عن فكرة زواجها بالوزير0
من أجمل مشاهد العرض المشهد الختامى الذى يحلق فيه على جناح التبريزى والأميرة مع الأميرة على الحصان مبتعدين عن مملكة أبيها فى ظل إضاءة وديكورات وتنفيذ رائع للمشهد0 وأجمل الاستعراضات الكرنفال نظرا لما يحتويه من ثراء لونى وحركى تعبيرى، فقاعات الهواء فى استعراض البداية فكرة مبتكرة، واستعراض ليلة الحنة والصباحية 0
وتبقى بعض الملاحظات التى نوردها سعيا نحو الكمال الفنى وتحقيقا لإيقاع فنى أسرع وأفضل للعرض تقديرا للجهد المبذول فيه ،فلا داعى لتكرار الأرجوحة، وكان يمكن اختزالها إلى مشهد الظهور الأول لبطل العرض محمد الحلو ، ومشهد احتجازة وتقييده بالسلاسل بعد القبض عليه ، طول الحوارات فى الربع الأول من الفصل الأول ، طول استعراض المقدمة ، ورداءة التسجيلات الصوتية لبعض الأغانى والاستعراضات الذى كان طويلا زمنيا وغير واضح الصوت،وأغنية لو كنت أمير كانت بحاجة إلى بعض الخيال والمؤثرات البصرية حتى تعبر أكثر عن مدلولها الدرامى 0