ما بين الكوميديا والدراما

هموم مسرحية:

أديب جهشان *

*ما يحدث في مسرح "السرايا" اليافي، خلال هذا الشهر (كانون أول)، قبل إغلاق عام 2008، ليس بالخيال، بل إنه الواقع.

إن الأعمال المسرحية المميزة والإبداع الفني، يجمع ما بين الحدث المسرحي والواقع. وهذا النشاط بحد ذاته، يجعل الأعمال المسرحية تلتحم ببعضها ويكون الإنتاج، وتكون الحكاية التي تسلط عليها إنارة المصابيح المسرحية، حتى تظهر الحكاية وتجعل المشاهد يغص في عالم السحر والخيال مع الصيغة الأدبية والفنية، ليجعلها ذات قيمة ومتعة ومعنى..

والنشاط الفني الذي نشهده في مسرح "السرايا"، ما هو إلا استمرار للأعمال المميزة لهذه الفرقة المسرحية اليافية.

**مهرجان جديد وإنتاج آخر

قبل أيام، أنهى مسرح "السرايا" مشاركته في مهرجان "الميدان-2008"، بعمل جديد تحت عنوان "زوج غريب" في حيفا، ومن هناك، انتقلت المسرحية إلى يافا، لتجمع الجمهور مع الكادر الفني في كنف بناية "السرايا" القديمة، لمشاهدة المسرحية.

تحكي المسرحية الجديدة، قصة رجلان مطلقان، يسكنان في شقة واحدة، أحدهما فوضوي والآخر مرتب ومنظم، لدرجة الاستفزاز!! والاحتكاك بينهما يولد مشاهد كوميدية، فيتضح أن عملية الطلاق ليست بالأمر السهل.

المسرحية من تأليف الكاتب الأمريكي الساخر نيل سايمون،عربها عماد جبارين، وأخرجها ييغآل عزراتي، وضع موسيقاها التصويرية علاء أبو عمارة، وصمم إضاءتها زيف فولوشين، وعمل سميح جبارين كمساعد مخرج.. ويشارك بتمثيلها، نخبة مبدعة من الفنانين وهم: عماد جبارين، إبراهيم ساق الله، خوله حاج/دبسي، عنات حديد، جواد عبد الغني، وفارس حنانيا.

**إنتاج جديد ومهرجان آخر

ولم يمض الشهر على نهايته، إلا وسيشارك مسرح "السرايا" في إنتاج جديد آخر، ضمن مهرجان "المسرح الآخر" في عكا، بمسرحية عنوانها "حواش"، وهي من تأليف الفنان نهد بشير، إخراج منير بكري، ويشارك في تمثيلها كل من: الفنانة القديرة سلوى نقارة، والممثلة الموهوبة ربى بلال، والممثلة الصاعدة سماء واكيم، والممثل الشامل نهد بشير.

و"حواش" مسرحية درامية اجتماعية، تحمل في كنفها، عملية الثأر وتجعل المشاهد يقف أمام واقع صعب، يعاني منه مجتمعنا ويكون- أي المشاهد- قريب من الحدث، بحيث يتفاعل معه ويصبح جزءا منه!!

**محليا وعالميا!!

من ناحية أخرى، يشارك مسرحنا "السرايا" هذه الأيام، بمهرجان مسرحي عالمي، بمدينة "نيس" في فرنسا، بمسرحية "أشواق".. وهذه المسرحية هي عبارة عن إنتاج مشترك بين مسرحنا ومسرح "ميكومي" العبري.

**حصاد كبير

هذه الأنشطة الأخيرة، ما هي إلا جزء من فعاليات مسرحنا "السرايا" لعام 2008، وعيوننا على السنة القادمة 2009، متطلعين لإنتاجات جديدة ومشاركات أكبر، منها المشاركة مع مسرح "هبيما" وهو أكبر مسارح البلاد قاطبة، بعمل جديد مأخوذ من كتاب "ألف ليلة وليلة"، من إخراج نورمان عيسى.

وستكون هناك إنتاجات مسرحية عديدة لجمهور الكبار والصغار، إلى جانب إقامة مهرجانات مسرحية، منها "مهرجان مسرح الأطفال الدولي"، و"مهرجان إبداع المرأة".

**نستحق ذلك

في رأيي، إن مجمل هذه الأنشطة الإبداعية، تعمل على إزالة قسم من هموم الحياة.. ويكون المسرح بذلك قد ساهم بعض الشيء في إثراء حياتنا في الأدب والفن.. وشعبنا الفلسطيني يستحق ذلك، لأن وجودنا متلاحم بحضارتنا، ونحن مثل باقي الشعوب المتحضرة، نعشق الفن والحياة.. وتأتي هذه الأعمال الفنية لتزيل بعض الهموم، ليحل مكانها الحكاية الإنسانية والإبداع الملتزم والضاحك في نفس الوقت..

* الفنان المسرحي أديب جهشان- المدير الفني لمسرح "السرايا"- يافا