بعد المسير والتاريخ
ما بين الرسالة ورسول السلام
محمد حسن العمري
كاتب وروائي أردني
مقيم في صنعاء-اليمن
ما بين عام 1970 وعام 2008 ما يقارب اربعة عقود ، حملت اجندة ورؤى دولية كبيرة تتعلق بالاسلام ،ففلم الرسالة الذي انتج في ذلك الحين وفلم (رسول السلام
Messenger of Peace
)الذي تعكف هوليود على انتاجه اليوم لا بد فوق التقنيات الفنية ما يخبئ في ثناياه الكثيير عن المضمون..
منتجة الفلم الحاجة صبحية ابو الهيجاء-مسلمة-
بالاضافة الى مستر اوسكار زغبي-مسيحي لبناني- الذي ساهم في اخراج وانتاج فلم الرسالة مع الراحل العقاد الذي قضى الى جوار ربه سينمائيا بتفجيرات عمّان 2005 التي نفذها ابومصعب الزرقاوي ولحق بها في دراما سينمائية ستكون يوما ما فلما لكن لموضوع اخر...
كاتب الفلم :رمزي توماس، من اعضاء فلم الرسالة ايضا..
صحيح ان فلم الرسالة قد كتب على مدار سنوات عن طريق الاستكتاب لكتاب كبار ليس اقلهم توفيق الحكيم والازهري عبدالمنعم النمر..وحظي بعد سجال طويل من موافقة الازهر والمجلس الشيعي لكنه ظل ممنوعا في دول عربية مهمة كسوريا ومصر قبل ان تفتح الفضائيات عالما من اللاممنوع..
في ظني ان النص بصرف النظر عن كاتبه فرغم ان كتّاب الرسالة كانوا جميعا مسلمين بل ومعهم ازهريين لكنه لم يخلُ من نقد ومنع ، وربما ونحن اليوم امام كاتب غير متخصص بالسيرة والتاريخ لكنه يستطيع ان يحيّد كل الجهات التي يحتاج الفلم لموافقتها لعرضه اسلاميا ، لاكثر من سبب ابرزها ان الفلم ينتج للنخبة والعامة الامريكية والغربية لتحسين صورة الاسلام التي تشوهت بفعل الداخل الاسلامي والبروبوغاندا الموجهة من الحرب على الارهاب واحداث كثيرة اسلامية امتدت سيرتها خلال الاربعين عاما الماضية الى الاعلام الغربي ومنها لا لحصرها : خطف الطائرات بفعل منظمات فدائية عربية-حرب الخليج الاولى والثانية والثالثة-،حرب افغانستان الاولى والثانية،الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية ،قضايا الحجاب في فرنسا واوروبا ، عودة المتدينين الى الحكم في تركيا بعد نحو ثمانين عاما من القطيعة ،سلمان رشدي ورواياته ، ظهور اللبرالية السعودية التي نشرت بعضا من مظاهر النظام الاجتماعي العربي الذي يعارضه الغرب،حرب لبنان الاولى والثانية والثالثة وربما العاشرة ،واخرها الرسوم الدينماركية البغيضة.
عام 1970 لم يكن يحمل المشاهد الامريكي الكثير عن الاسلام ذلك الحين الا بعض ارتباطات ذهنية بين المسلم والاقليات الافريقية الاصل والتميز العنصري الذي لم يكسبهم حتى التعاطف بمقتل مالكوم اكس على منصته الحزينة ، بين تلك الذاكرة الهشة عن الاسلام وبين هذا الزخم المفعم بالهواجس اليوم يعود الاسلام الى هوليوود مثقلا باربعين عاما من الرواسب.
ربما هذه الاحداث وجملتها مدت جسرا لم يكن ملتهبا فحسب بين الغرب والعالم الاسلامي لكنه كان محترقا بالكامل جسرا لا اقل من وصفه بانه شكّل الحرب الباردة خلال اكثر من ربع قرن بين الاسلام والغرب..
واليوم تعود هوليود لتمد جسرا لا بد الهدف الاعظم انه هو التقريب لا توسعه الهوة ولا تعميق عدم الثقة التي فشلت كل حوارات الاديان والحضارت في تقريبها ولربما كما استطاعت هوليود قبل اربعين عاما باموال عربية واراضي ليبية ان تجعل من فلم يصور رسالة الاسلام الاكثر مشاهدة في صالات امريكا،ربما تستطيع اليوم ان تفعل ما لم يفعله الاعلام بتفرعاته وحلقات الحوار التي طالت جغرافية العالم اجمع..
ربما...