بين ماضي الذكريات، و اطياف تترنح فى خاطري

معا نحن وأنتم وهم نرتحل عبر أجنحة الإبداع والفن الجميل إلى سماوات المتعة والجمال في كون جميل مزدان بالروائع المرهفة التي شكلت وجدان أجيال عبر السنوات الماضية ومازالت باقية لأجيال قادمة تتنفس بهم إلى الأبد. وددت أن تكون الإطلالة من خلال قصة أغنية جميلة وشاعر جميل أعشقها حد العشق وهو الشاعر الجميل الموهوب الأديب الراحل الأستاذ الجيلي محمد صالح وأغنيته الشهيرة (ماضى الذكريات) التي تغنى بها المطرب عثمان مصطفي وهو من مواليد الرميلة 1946، نال درجة البكالريوس والدكتوراة والأستاذية من جامعة السودان.

عنوان الكفاح والإصرار

تسنم عثمان مصطفي منصب سكرتير اتحاد الفنانين السودانيين في ثمانينيات القرن الماضي، وابتعث إلى إيطاليا لدراسة الموسيقى، وكما يقول حمد الريح هو عنوان الكفاح والنضال والإصرار والعزيمة، جاء ليكون متعددا ويملك صوتا قويا ونادرا ويصل درجة أعلى ويتحكم فيه.

ويذكر أن الشاعر الجيلي كان مرتبطا بملهمة الأغنية وسافر إلى جنوب السودان وحين عودته كان يوم زواجها فحزن حزناً كبيراً وقرر أن يذهب إلى الزفاف ويبارك لها فقال له الشاعر الكبير الراحل إسماعيل حسن: "اليوم ستكتب أعظم قصيدة" فكتب (عودة الغائب) ولكنها لم تكن كما توقع لها وفي أحد الأيام جاء شاعرنا الجيلي ليجد ملهمته مع مجموعة من الأهل والجيران وبدأ المزاح والحديث واجترار الذكريات فكانت تقول له: "تتذكر يا الجيلي لمن خلعتنى على الممر الفلاني وتتذكر لمن.. وتتذكر" وهكذا خرجت أغنية (ماضي الذكريات). والتي تقول:

رحت في حالك نسيتني/ واعتبرت الماضي فات/ لما إنت خلاص جفيتني/ ليه بتحكي الذكريات؟).

أنين الذكريات

لم يكن لصدى هذه الكلمات الرائعة أن يكون داوياً بما هي عليه الآن لولا أن دوزنها الموسيقار العقبري عثمان مصطفى، حيث أسمعنا عبر طريقة أدائه وموسيقاه (أنين الذكريات) الذي اجترحه في الوتر الخامس وأبكى الكمنجات وانتحب الجيتار وانخرطت كل الآلات الموسيقية في عويل وشجن مع صوت عثمان مصطفى: "لما تحكي ذكرياتنا كنت تحكيها بأمانة/ كيف بدت كيف انتهت واتبددت قبال أوانها/ وكيف أمانينا الجميلة حلت الآهات مكانها/ كفاية أشوفك في خيالي واستعيد أحلى الليالي/ وابكي أيامي الخوالي وكل ماضي الذكريات/ ذكرياتنا مهما كانت برضو ترديدها بيألم).

موغل في الحزن.. راضٍ بالحرمان

إلى أن يمضى موغلاً في الحزن والعتاب مستغرقاً في الألم، متماهياً مع الحرمان، مستسلماً للأقدار راضياً بالحرمان والصعاب والدلال، رافضاً التجاهل، فيقول: "رميتني بنيران صدودك/ تاني ما بصدق عهودك/ أنا بحاول أنسى ريدك/ وانسى ماضي الذكريات/ كنت دايما بعذرك/ باقي ليل حرمان شبابي/ كنت راضي تدللك برايا بتحمل صعابي/ إلا ما برضى التجاهل/ لي شعوري لي عذابي/ تعال وبادلني الوداد/ ولاقا سمني السهاد/ إنت لو راضي البعاد ليه بتحكي الذكريات؟

وسوم: 636