يغسل ملابس زوجته ليلاً....
تتحدث الأساطير اليونانية عن كهف اسمه (كهف العبقرية) من يتسلل إلى جوفه يخرج منه عبقرياً, واشترطت الاسطورة أن الراغب في الدخول إلى هذا الكهف عليه أن يدفع نور عينيه ثمناً, ونبَّهت إلى أن أختام العباقرة جاهزة لكل من يرغب في الحصول عليها من البشر, قلت لنفسي أعرف أن هنالك عباقرة قدموا للبشرية أمجاداً جعلت التاريخ ينحني إكراماً لهم إلا أنهم رحلوا وهم فقراء لا يملكون ثمناً لقطعة خبز, مالي أنا وهذه العبقرية التي جعلت من عبقري مثل الكاتب الروسي (تولستوي) يعمل على غسل ملابس زوجته ليلاً.
< أخذ الفنان التاج مكي يصر عليَ أن أكتب له قصيدة تعبر عن ما يكنه من حب لعذراء كسلاوية العيون , فما كان مني إلا أن كتبت له (حبيت عشانك كسلا), تساءل الكثير من أصدقائي كيف لي أن (الحب عذاب في كسلا ) ضمن كلمات الأغنية ,وكسلا أمي التي نشأت بين أحضانها, جعلني هذا الموقف الجأ إلي بوابة من الصمت خوفاً على أخي التاج من كشف المستور,بعد أكثر من ثلاثين عاماً ذهبت إلى كسلا إلتقيت ببطلة الأغنية, فقلت لها ممازحاً: (صوت السواقي الحاني ذكرني ماضي بعيد), فقالت لي باسمة : (وعلى الرمال آثارك طرتني ليلة عيد), أكد لي ذلك أن الحب الأول لا تموت له إرتعاشة.
< حكى لي مولانا محمد ياسين أن أحد زملائه من القضاة أصدر حكماً على إمرأة باهرة الجمال قامت بقتل عشيقها في لحظة من جنون مؤقت.. وقال أن هذه المرأة كادت أن تقتله جمالا منذ الوهلة الأولى وأضاف أن منظر القيود وهي تكبل يديها طالما أبكاه بلا دموع, وقال يس : بعد أشهر أصدر زميله القاضي حكمه بإعدامها شنقاً حتى الموت ,كانت لحظة نطقه بالحكم من أقسى لحظات حياته لكنه القانون يعلو ولا يعلي عليه, وبعد إعدامها رثاها بقصيدة ما إستمع إليها إنسان إلا وبكى على زهرة وقفت أمامه قاتلة.
< كان الفريق الخواض من أكثر القادة المنضبطين في مواعيد العمل, وقيل أنه تأخر مرة عن أحد الاجتماعات لمدة دقائق فشكَّل لنفسه لجنة محاسبة على هذا التأخير ,مؤكداً على أعضائها أن يكونوا عادلين في استصدار حكمهم عليه دون إعتبار أنه يمثل السلطة الأعلى,وأضاف أنه لو أحس منهم ببعض المجاملة فإنهم سيكونون عرضة للمساءلة, جاء قرار اللجنة بخصم أيام من راتب الفريق الذي لم يعترض بكلمة واحدة ، بل شكر اللجنة على ما قامت به من إحقاق للحق, أكد الكثيرون من زملائه الضباط أن الساعة كانت تعمل على ضبط ثوانيها في حضور هذا القائد العظيم ,وهكذا هم رجال القوات المسلحة السودانية.
< قال لها هل تعلمين أن الموجة بلمساتها الرقيقة قادرة على تفتيت صخرة صماء, وأن الوردة قادرة على مواجهة أقسى الرياح إذا كانت تؤمن أن ما تحمله من عطر لا يباع علي موائد المشتهين, وقال لها وأن المحبة قادرة على تحويل العداوة إلى ملامح طفلة صبية مشرقة الإبتسامة وأن التسامح قادر على الإرتقاء بالإنسان إلى درجة تمكنه معها أن يلمس السماء, وأن المستحيل يمكن أن يكون ممكناً لو تكرمتي بأن أتأمل عيونك قليلاً.
هدية البستان
فايت مروح وين لسه الزمن بدري؟
خليك شويه عشان جنبك يطول عمري
وسوم: العدد 679