بكاء بلا دموع...
قام عدد من طلاب إحدى الجامعات في المملكة العربية السعودية بزيارة أستاذهم السوداني المريض للاطمئنان على صحته فوجدوا هناك الشاعر الراحل صديق مدثر الذي كان يتقاسم السكن مع أستاذهم الجامعي.. فسألوه عن مكانه؟.. فقال باسماً بما أن زوجته في إجازة خارج المملكة فهو الآن موجود في داخل المطبخ ليعد لنا وجبة غداء من حمام مشوي..
فأخذ كل منهم ينظر للآخر وهم يقولون لأنفسهم ما أعظم تواضع العلماء من السودان.
٭ قالت المذيعة المصرية المعروفة ليلى رستم إنها أثناء مقابلة إذاعية مع العملاق الراحل عباس محمود العقاد.. شعرت أنه كان يتعمد أن يضعها وسط مربع من الاستفزاز الفكري باعتبار أنها لن تكون أمامه إلا مجرد مذيعة صغيرة.. فقالت إنها حينما تأكدت من هذا الشعور باغتته بسؤال عن السر في أن الكاتبة اللبانية مي زيادة بالرغم من أنه هام بها حباَ إلا أنها فضّلت أن ترتبط بالكاتب اللبناني جبران خليل جبران.. فخاطبها بصوت راعش: لقد انتهت المقابلة.
٭ مات نزار قباني فتم تنكيس الأعلام في كل بيت سوري.. ومات الشاعر بدر شاكر السياب فأعلن كل نخيل العراق الامتناع عن معانقة النسائم.. ومات الشاعر محمود درويش فبكت عليه فلسطين بدموع لم تذرفها الخنساء.. ويموت شاعر بقامة صلاح أحمد إبراهيم فلا نجد تنكيساً للأعلام ولا نعلم في أي قبر ينام حتى نترحم على أيام كانت لنا معه.
٭ علم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أن أحد الضباط تعود دائماً أن يتحدث عن الفنانة الراحلة أم كلثوم على أنها كانت الفنانة المفضلة لدى الملك فاروق.. فأمر باستدعائه.. وبمجرد أن مثل أمامه انتهره قائلاً: جاء في الأخبار أنك تكثر من الحديث عن جوهرة مصر أم كلثوم بأشياء لا تليق بمقامها وأكد عليه لو أنه قام بهذا الفعل مرة أخرى فإنه لن يجد كلاماً يقوله بلسان مقطوع.
٭ حمام الوادي أغنية لها وقع خاص في نفسي.. تحتشد بالدموع وحلم الرجوع لأرض تحمل ذرات ترابها الذكريات ومراتع الصبا وارتعاشة الحب الأول.. وتسكن بين سطورها الكثير من التفاصيل الرقيقة.. وتنام على مسح أصابعها ضفائر التنهدات من الألم والترحال ومرارة الغربة.. ومن يعيشون بعيداً عن تراب الوطن وحدهم يعلمون مدى تأثير «حمام الوادي» ومدى قدرتها على بكاء بلا دموع
اخر لحظة
وسوم: العدد 688