القدود الحلبية موسوعة حلب
✦✿✦عُرف عن أهل حلب الشهباء درّة المحافظات السورية وسكانها منذ قديم الزمان اهتمامهم الكبير بالموسيقى العربية وفنونها الأصيلة.
فمنذ القدم كان لمدينة حلب شأن كبير بفنون الموسيقى لتحتل مساحة كبيرة من حياة أهلها وروادها .
من أكثر ما اشتهرت به حلب عبر العصور هي القدود الحلبية والموشحات والأناشيد الدينية والأصوات المميزة كمحمد خيري وأديب الدايخ وصباح فخري وغيرهم .
✦✿✦القدود الحلبية عُرفت بشكل جلي ويُشار إلى أن مصدر نشأتها هي الموشحات والأناشيد الدينية والأغاني والموشحات الأعجمية والأغاني الشعبية والتراثية ذات السوية الشعرية المتدنية .
✦✿✦ لاحظ الشعراء والموسيقيون أن بعض هذه الأغاني والأناشيد تتمتع بألحان جميلة يجب الحفاظ عليها وتداولها لكي يتمكنوا من غنائها في مجالسهم. وعمدوا إلى استبدال كلماتها بكلمات شعرية وشاعرية على (قد) الكلمات الأساسية مع الحفاظ على اللحن الأصلي لذلك سمي الواحد منها قد وجمعها قدود.
✦✿✦ ثمة من يقول إنها سميت قدود لأنها تماثل قد المرأة ورشاقتها وجمالها، أما من الناحية الموسيقية فالقد ليس قالباً موسيقياً بذاته ولكنه يأخذ شكل القالب الأساسي الذي نشأ منه، وكان بالأصل موشحاً ويبقى كذلك، وإن كان طقطوقة أو أغنية بقيت كذلك حيث نرى أن القدود اشتهرت بأسماء مؤلفيها وليس بأسماء ملحنيها فالذين ألّفوا القدود هم شعراء ولكنهم يمتلكون ذائقة موسيقية متميزة.
✦✿✦ يعود ارتباط القدود بمدينة حلب إلى احتضان هذه المدينة العريقة للعديد من الفنون الموسيقية الوافدة إليها بسبب موقعها التجاري والفني، إضافة إلى إنشاء الإذاعة في حلب،
ما ساعد على توثيق وتسجيل العديد من تلك القدود ضمن وصلات الغناء التراثية التي سجلتها وبثتها الإذاعة، وليتعرّف عليها المستمع بأصوات عدد من المطربين وفي مقدمتهم الفنان الرائعين محمد خيري وصباح فخري.
إن هذا الفن الحلبي الأصيل مازال العلامة الفارقة لمدينة حلب حتى الآن، على الرغم من مرور السنين وتكاثر الحروب والأحزان.
وسوم: العدد 695