حول تهميش دور العرب في مسلسل "قيامة أرطُغرُل" التاريخي التركي
استعرض الباحث الكويتي، محمد خليف الثنيان، تقييما حول مسلسل "قيامة أرطُغرُل" التاريخي التركي، وعلاقة "أرطُغرُل" مع العرب، ردّ خلاله على ملاحظات بعض الباحثين ممن اعتبروا أن هناك "تهميش لدور العرب في المسلسل".
وفي مقطع فيديو نشره عبر قناته الخاصة في محركة "يوتيوب"، قال الثنيان إن "أسوأ مرحلة مرّ بها العرب عبر التريخ من ظلم وإهانة هي في القرن 11 و12 و13 عندما اقتحم الصليبيون بيت المقدس وأُريقت الدماء واغتصبت النساء وقتل أكثر من 70 ألف مسلم".
ونقل الباحث الكويتي، عن المؤرخ "ريموند"، قوله إن الدماء وصلت في رواق المسجد إلى الركب حتى إنها وصلها إلى سيقان الجنود الصليبيين.
وأوضح أن "المسلمين طلبوا النجدة من الخليفة العربي قائد المسلمين في بغداد، إلا أن الأخير اكتفى بحلق شعر رأسه حزنًا".
وأضاف: "في العام 1248 خلال الحملة الصليبية 7 و8 توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب أثناء مواجهته مع الصليبيين بقيادة لويس التاسع، وقامت زوجته "شجرة در" هذه المرأة الحديدة وأخفت خبر وفاته واستدعت ولده توران شاه أن يأتي من الشام.
وهي قادت الجيش إلى أن يعود توران شاه وينصب إلى الحكم ويهزموا الصليبيين وتم أسر لويس التاسع بجهود هذه المرأة الحديدة".
الخليفة العربي المقتفي في بغداد يقول على هذه الحادثة، "ليس لديكم رجل ليحكم مصر، هل نبعث لكم رجل من العراق؟".
يقول بدر الدين لؤلؤ صاحب البصرة: أثناء اقتحام هولاكو إلى بغداد طلب مني آلات منجنيق وسلاح وحصار، بينما الخليفة العربي المستعصم بالله الذي يحكم بغداد أرسل لي يطلب آلات طرب ورقص.
ويقول بدر الدين لؤلؤ: انظروا إلى المطلوبين وابكوا على الاسلام وأهله.
وختم الباحث الكويتي بالقول: "كان هذا بعض تاريخ العرب، الذي يتسائل البعض عن سبب تهميشه في تلك الفترة، فهو تاريخ ضعيف جدًا ولا يُذكر".
وفي وقت سابق، أشار الباحث الكويتي في التاريخ الإسلامي "عبد العزيز العويد"، في مقطع نشره بموقع "يوتيوب"، إلى أن المسلسل لم يذكر بشكل كامل من الحديث عن العرب، حتى حلب التي كانت مليئة بالعرب لم يأتِ ذكرُ العرب أبدًا.
وأضاف العويد: "واضح أنّ المسلسل موجه للأتراك ولكن ليس هذا على حساب طمس الحقائق التاريخية وإظهار التعصب التركي في بعض حواراته".
تجدر الإشارة إلى أن تلفزيون قطر بدأ عرض أولى حلقات المسلسل التركي "قيامة أرطغرل" باللغة العربية، منتصف يناير/كانون الثاني المنصرم، الأمر الذي لقي استحساناً لافتاً على وسائل التواصل الاجتماعي العربية.
وتدور أحداث مسلسل "قيامة أرطغرل" بين ولايتي حلب وأنطاكيا في القرن الثالث عشر، في زمن الصراعات والنزاعات بين الإمبراطوريات في المنطقة، في وقت تزامن مع وصول دفعات جديدة من قبائل الأوغوز التركية (التركمان) إلى المنطقة.
ويستعرض نزاع المغول والروم على المنطقة، حيث كان المسلمون يعانون الكثير من المشاكل في القرن الثالث عشر خاصة ضعف الخلافة العباسية، وكان العالم الإسلامي بانتظار قائد بطل، ليظهر أرطغرل متحدياً كل الظروف.
ويتناول المسلسل سيرة أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، في سياق رحلة البحث عن قطعة أرض يستقر فيها مع قبيلته المكونة من 400 خيمة لإنهاء معاناتهم وتنقلاتهم، بعد مرحلة طويلة من الخطر وغياب الأمن والبحث وعدم الاستقرار.
وكانت الإمبراطورية الرومانية البيزنطية والمغول أكبر أعدائه، وفي وقت انحسار الآمال واليأس، جابه أرطغرل كل تلك المصاعب وانتصر على أعدائه بالعزم والصبر والذكاء ليهدي قبيلته أرضاً تستقر فيها منهياً بذلك معاناتهم الطويلة وليصبح بذلك الرجل الذي غير خارطة العالم ببنائه لأسس الدولة العثمانية التي انتشرت في قارات العالم القديم الثلاث.
ويعرض المسلسل صراعات أرطغرل مع الخونة والجواسيس والمحاربين الأشداء، في رحلة محفوفة بالخطر والخديعة والألم، كما يرصد من جهة أخرى الصداقة والتضحية والإيثار والشجاعة والجرأة والحب.
تجدر الإشارة إلى أن المسلسل الذي تم إنتاجه عام 2014 وأخضع المشاركون فيه لدورات مكثفة في امتطاء الخيل ورماية السهام واستخدام السيف بشكل منتظم لمدة 3 أشهر، بإشراف أشهر المدربين في تربية الخيل وفنون القتال في كازاخستان، خاصة أنه مليء بالإثارة والأحداث التي من شأنها جذب انتباه المشاهدين.
كما تم عرض موسمين كاملين من هذا المسلسل على قناة "تي آر تي" التركية، ويتم الآن عرض الموسم الثالث، وفاز المسلسل بجائزة الفراشة لأفضل مسلسل لعام 2016، ودائماً ما يحتل أعلى نسب المشاهدة الأسبوعية والشهرية.
وسوم: العدد 706