قراءة في لوحة 5 (فن تشكيلي)

clip_image002_4a793.jpg

العنوان :  إرهاصات-  2

العمل : تنفيذ بألوان الأكريلك ، على خشب صناعي مضغوط ) NDF)  ميزونت

القياس : 80X60 سم

فكرة وتنفيذ : أسعد بن أحمد السعود

الإحاطة والإرتباط : 

لاشك أن من تابع القراءة في اللوحة السابقة ( إرهاصات 1) ، سوف لايرى كثير

فرق فني بينها وبين اللوحة التي بين أيدينا الآن (إرهاصات 2) ، وذلك من حيث

النظرة الأولية من عين المتلقي ، سواء كان في الألوان أو في كتلة الرسم وخطوطه ،

أو في تغطية المساحة وتوازن  رموزالتعبير، أو في تناولها الرمزي والتجريدي بآن

واحد .ولكن ذهن الباحث وعينه ، سوف يرصدان الموضوع وأركان تناوله في العمل

 ، فيجدان مدى تكيف الفكرة وأبعادها ، مع ما يظهر للعين المتلقية كما ذكرنا بكل

بساطة ،وبكل مسالمة جمالية لكل لوحة على حدى.

موضوع العمل :

بالنسبة لإرهاصات 1 :

نلاحظ أن القادم المُرصَد ، يشكل ركاماً غليظاً داكناً آتياً من أعلى جموع الأجسام

البشرية ، والتي تبدو خطوط هياكلها متكسرة بزوايا حادة ، في حركة تبدو أنها

 بحالة مرغمة مقهورة ، وكأنها منتزعة بقسوة من أماكنها ، وهي صاعدة إلى

 الأعلى باتجاه الركام بحالة جذب قسري ، بفوضى مضطربة مخيفة  ..!؟

 وفي الوقت ذاته لايغيب عن المشهد ، تعدد الألوان الحارة الصارخة ، للاجساد

البشرية نفسها والبيئة المغلفة لها ، وتناقضاتها الحادة المتباينة  ، للتدليل على

رمزية انتماءاتها المكانية والزمانية بداهة ...!!؟؟

وأما ما جاءت به لوحة إرهاصات 2  :

فالأجساد البشرية تبدو في فضاء لاتقيدها جهة ما منه ، وهي في حالة حركة

 بكل أبعادها وحيويتها ، خارجة عن مألوف تكوينها  وتناسقها العضوي ، بعدم

 ظهور أي من علامات مسمياتها العينية المعروفة ، مثل تفاصيل الوجوه والأطراف ،

التي يضمحل دورها إلى حد بعيد أثناء هذه الحالة ،وكذلك يندرج معها عدم تناسب

الأطوال ، وهو مايستدل به على التمثل الأقصى لحريتها وكسر قيود حركتها

عموماً ...!! ؟؟

إن المفهوم الرمزي بالرسم التجريدي ، يحتم اختيار الخط واللون المناسبين

لتكامل أبعاد معنى الموضوع ، وليس مبرر التناول العبثي لهما ، من أجل إخلاء

المسؤلية الفنية للفنان ، والهروب المقنع أمام عين المتلقي .. ؟

إن ظهور كتل الأجساد البشرية في( لوحة إرهاصات 2 ) بشكل عقد أو نقاط

متواصلة متلاحمة ، يمكن تمثلة أو توقعه وبالتالي تسميته ، إن كان دماً ، أو ماء ،

أو أي مما يماثله طبيعة ، وهو مغلف أو محاط بخط ليّن ، لهو يجاري المفهوم

 البديهي الفطري لحق الظهورالكيفي أولاً ، ولسلمية حركتة ، ولعمومية هدفه ،

وخضوعة للظرف الفيزيائي ، ونفي صبغة التخصص في تظاهره لمكان أو لجهة

 معينه ..وهكذا ..

العنصر الفني المشترك في موضوع اللوحتين :

بالرغم من الارتفاع والابتعاد للأ جساد البشرية عن الأرض ، أو المكان

الذي يفترض تواجدهم فيه ، باللحظة التي سجل فيه موضوع الإرهاصة ،

 فإن الحرص الشديد دعى للتأكيد إلى عدم الإنفصال أو الإنقطاع عن تلك

 الأرض أو المكان ، وذلك بترك تلك الخطوط او الإستطالات ، وبذات ألوان

 الأجساد ، رابطاً مابينها وبين تلك الأرض أوذلك المكان تأكيداً لأبعاد للمفهوم

 الرمزي ذاته....!!؟؟

.........

.........

-         حقوق اللوحة بموضوعها وتنفيذها من ممتلكات كاتب القراءة ...

وسوم: العدد 716