قصص قصيرة جدا 2
مثل الخمينئي
قال لي العميد علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية في حدة :
- ماذا ستفعلون بسورية؟
وقبل أن أجيبه ، صرخ :
- تريدون أن تفعلوا بسوريا ، مثل ما فعل الخميني بإيران.. ؟
ونفث حزمة دخان من سيكاره الغليظ وقال:
- بعدما جعل الشاه من إيران دولة من دول العالم الأول ، جعلها الخميني في دبر العالم الثالث.
وخرج اللواء وانتهى التحقيق .
عندها مؤهلات
قلت للأستاذ الموجه المشرف على قاعة تصحيح البكلوريا ( الثانوية العامة ) :
- صاحب هذه الورقة طالب ممتاز , و اجابته متميزة , والمصحح وضع له درجةً سيئةً جداً.
نظر الأستاذ الموجه إ لى توقيع المصحح و سأل :
- ألا تعرف المصححة ؟
- لا .
أشار الأستاذ الموجه الذي تسلم وزارة التربية في أول تعديلٍ وزاري بعد هذه الحادثة :
- انظر إليها ... إنهم مستعدون لتسليم دمشق من أجل ما عندها من مؤهلات ... ( و غمز بعينه اليسرى ثم قال ) :
- فلا تورطني معها رجاءً .
أم البنطال الأحمر
جلس بجانبي في الزنزانة الضيقة رجلٌ ستيني , و همس في أذني :
- بسيطة ... يومان و أكون برا .
سألته :
- هل أنت من الإخوان ؟
- لا يا شيخ ... لا توديني بداهية.
- إذن ؟!
قال في ابتسام :
- مسكوا معي 300 بارودة روسية .
- فقط ؟!
نفث حزمة دخانٍ من سيكارته اللف و قال :
- لا تسخر مني ...قلت لك : فقط 300 بارودة .
قلت له في استغراب :
- و بعد يومين ثلاثة تخرج من السجن ؟!
أخرج الرجل الستيني من جيبه محفظة مليئة , و أخرج منها صورة لفتاة عشرينيةٍ جميلة , و قد زادها بنطالها الأحمر روعةً و جمالاً , و قال و هو يهز الصورة بيمينه :
- اذن ... لماذا تزوجتها ؟
في صباح اليوم التالي جاءت ذات البنطال الأحمر بصحبة ضابطٍ برتبة عقيد كالبغل ، و أخرجته من الزنزانة ؛ وانطلق الثلاثة وهم يتضاحكون .
تفو
أستوقفته إبنته الصغيرة و قالت له :
- بابا أريد شراء ايس كريم .
أخرج من جيبه عشرين قرشاً و أعطاها إياها , و قبل أن يغلق باب سيارته البي أم , قالت له إبنته بقلبٍ مكسور . و سوط خفيت كأنها شحاذة :
- بابا أبوس ايدك أريد شراء ايس كريم لماما أيضاً .
- صفق باب السيارة في وجه ابنته الطفلة بنت السنوات العشر و قبل أن ينطلق , ألقت الطفلة القروش العشرين على الأرض و هي تمسح دموعها , و فتحت أنا باب السيارة , و نزلت منها مسرعاً و انا أتفُ :
- تفُو .
وسوم: العدد 776