مدرسة بابا طاهر (1)
في هذا العام الدراسي كنت عازما أن لا أدرّس أكثر من 20 ساعة في الأسبوع،
وهي الساعات التي أحصل على راتبي إزاءها.
ووضعت برنامجا للقراءة والكتابة وللأسرة ...
ثم رأيت أبا وسام وهو مدير مدرسة في المتوسطة الأولى، فأخبرني وقد مر من
العام الدراسي ما يقارب الشهر، أن طلاب أربعة من صفوفه بقوا بلا مدرس
رياضيات.
وبين الإحساس بالمسؤولية، والصداقة، وإضافة الإيراد الشهري إزاء الساعات
الإضافية، وجدتني في مدرسة أبي وسام أطالع الجدول الدراسي.
وبعد دقائق كنت بين الطلاب في الصف السابع.
كنت قد درّست في المتوسطة الأولى قبل أكثر من عشرين عاما، لكن هؤلاء
الطلاب يبدون أصغر من أولئك، هكذا بدا لي!
تقع المدرسة والتي تسمى (بابا طاهر) في الطويجات، أحد أحياء المحمرة.
والطويجات حي لا تحتاج أن ينقل لك أحدهم عن حرمانه وفقر ساكنيه، يكفيك أن
تدخل الحي فيظهر أمامك الفقر والحرمان جليا.
وجدت الطلاب يتكلمون فيما بينهم باللغة العربية، ولا يعرفون من الفارسية إلا لماما.
وخذ مثلا:
1- آقا ميرم آب ميخورم يكم دیگه ميام؟!
2- اين سؤال را يك بار بيشتر توضيح كنيد!
3- هر روز بايد غايب داريم! *
.....................
* هذه جمل فارسية هزيلة جدا، حيث تُضحك من يسمعها.
وسوم: العدد 786