المروية الخاشقجية
روى فهيم أبو سليم قال: قصد رجلٌ قنصليةَ البلد، قالت العصابة جاء الولد. ادخلْ على الرّحبِ والسّعَه، هاهُنا سكينة ودَعَه. جئتَ لحتْفِك يا خائن، والحكمُ فيك بائن. قال: وما فعلتُ بِربّ الكعبَه، أمَا كنتُ من الصُّحبَه؟ قالوا: زُغتَ أيها الزائغ، ولسنا بطعام سائغ. لا استدراكَ على وُلاة الأمور، والمستدرِك لا مناص يغور. قال: كلامي عتابٌ ونصيحَه، لا عيبَ فيه ولا فضيحَه. ثم إن الرجل بغتةً اختفى، قيل للقنصل أماتَ فنفى. قال إن الرجلَ خرج، ومن حيث جاء درَج. لكنّ القنصلَ استدرك، فهَمّ أن يقول ثم ترك. وكثُرتِ الروايات والأقاويل، وما انجلى الليلُ الطويل. قيل إن الرجل نُشِر، وقُطّع وكُسر. وقيل ضربوه، وربما صلبوه. وقال عِلْج، حُقِن بالبِنْج. وقالت الصّحافَه، قليلا من الحَصافَه. أتبَخّرَ المفقودُ يا رجال، إما الجثةُ وإما "جَمال"! وظلّ الأتراكُ يسألون اللُّكَع، ما الذي وقَع؟ ومَن دفَع؟ أقُنصليةٌ يا جار، أم أفعى في غار؟
قال فهيم أبو سليم: فلا يقربَنّ عربيٌّ قنصليّه، فإنما هي مسالخُ آدميّه. ودُونكَ حكايةَ خاشقجي، فاطلبْ فيما رويتُه ما يُنجي. ولَعمري هي أغبى قصةِ استخبار، حتى لكأنّ صاحبَها حمار.
وسوم: العدد 796