المروية البَنْكيرانية
روى فهيم أبو سليم قال: سألني أحد الأخيار، عن صحيح المعيار. كيف نعرف الرجال، ونَمِيزهم من الأنذال؟ وما صفات العُدول، والعِجْل والعِجَّول؟ قلت: الرجال معادن، ولهم قرائن. لكنْ عمّن تسأل، ومَن تَجهل؟ قال: ألْفَيتُ ابنَ كيران، ككذبةِ نيسان. قلت: صاحِبُك له سِيرَه، وعلانيةٌ وسريرَه. تاقَ في يوم من الأيام، إلى دولة الإسلام. وحاكمٍ كعُمَر، ليس في حُكمه غَرَر. ولذلك ولج البرلمان، ثم تبدّل الزمان. وتوجّهَ التاريخ، تلقاءَ المريخ. وشاءت الأقدار، أن يدور الليل والنهار. ويحلّ ربيع عربي فريد، ويسوس حزبُه العتيد. رضي الرجل بحكومة محكومَه، واهنةِ العزمِ مذمومَه. فتبخرّت وُعود الانتخاب، كأنما أُحرِقت بعودِ ثقاب. وقيل للتغيير، سُحقا يا حقير!
قال فهيم أبو سليم: فاحذرْ ذا الوجوه، والكذاب إذا سألوه. ومَن إذا وعد، نقضَ في غد. لكننا يا صاح، ألِفْنا الأتراح. أُوتينا سعةَ الصدر، وقوة الصبر. نرى المهازِل، والمرشَّحَ يغازِل. ويعيدُ الكَرّه، مَرّة ومرّه. ولا من يحاسَب، ومَن ذا يعاتَب؟ ودارُ ابنِ لقمان، في حِرزٍ وأمان.
وسوم: العدد 799