قصص قصيرة 822

 غليان القهوة ...

لسان حالها يقول : هو كائن في  طبعه غلظة ، سمج ، لايصاحب أحداً مطلقاً ..!

تمنياتها  :  لو أن  القهوة تصبح رقمية(صفر- واحد - صفر صفر)مثل باقي

الأشياء في هذ الزمان ، ومثلما صار بدخان السيجارة مثلاً، لأصبح جهاز

المبايل خيرصديق وخير أنيس .

 ولكنه لازال يتملص من صداقته ويخون صاحبه ولا يَصدُق ُ أبداً في وعوده ..!

هي : غليان القهوة لازال العدو اللدود لجهاز المبايل ، وعلى مايبدو بينهما

صراع على البقاء ..!

إجراء حاسم : قررجهاز المبايل في ليل ، أن لا يسمح أبدا لفنجان القهوة

بالعودة لأيام زمان ، وهيهات ، فغليان القهوة غبي أحمق عصبي المزاج ..

يطفح بلحظة ويطفئ شعلة الناروتتبخر النكهة ويضيّع كل شيء ..

 يحكى عن  رغوة القهوة أنها كانت تأتي أيام زمان وهي تتمايل  بعطرها

الصباحي الفواح ، وتتزاحم على فم مشتاق عطش ولهان ...!!

 رسائل مفقودة ..

أمي ياريحانة قلبي ويا روحي التي تجري في جسدي ، كم اشتاق إليك ،

كيف لي أن أختار بين هذه المدينة التي لا أرى فيها غير العمارات الكثيفة

والشوارع المكتضة بالناس الذين لاأعلم إلى أين هم ذاهبون وعائدون

صباحاً ومساء وهم على عجل ، وبين نسائم الصباح المحملة بمزيج رائحة

قهوتك الأخاذة والياسمينة التي تسقينها من حنان يديك بآن واحد ، هل

تعلمين يا أمي ، وأنا أقرأ رسائل أبي أحسّ أن رائحة قهوتك والياسمينة التي أفتح

عيني  كل صباح ، لما تدغدغ أنفي    تنبض من أحرف كلماته ، إنها تبكيني

بقدر ما تفرحني .

سأقول لك سراً يا أمي :  لم أعلم أن أبي شاعر ، إنه شاعر فعلاً ، ألم يقرأ  عليك

الرسائل فبل أن يرسلها إلي ؟ أم يخاف من ذلك حتى لاتكتشفي سره ، آه منكما

أنتما الإثنين ..آه يا أمي أريد أن أعود إليك وكم ترددت ، أن أترك الدراسة لأجلس

معك في كل صباح لأرتوي من حنان يديك وبريق عينيك .. إن قلبي يتقطع ولم أعد أتحمل .........

...............................................................................

.............................................................................

............................

.................

.......................... 

الحب الذي اختفى ولم يعد  ..  

أختي العزبزة

لقد اتفقت مع ابو كرمو السمان أن يحتفظ بالرسالة إذا وصلته مني مكتوب على

 الظرف من الخلف يصل ليد العم الغالي أبو كرموعبد العزبز السمان مع أطيب

التحيات ، يعرف حينها أن الرسالة لك شخصياً والباقي تعرفينه مثلما شرحته

لك ،  نصف الورقة من بعد الخطين الطويلين للآنسة  ابتسام صديقتك ولاتضحكي

علي حينما تقرأين مافيها والأفضل أن لاتقرأيها أبداً ، وكوني أمينة على الأمانة

كما عهدتك ، وليس هذا بعد كافياً ، فالويل الويل منك إذا سربت شيئاً منها لأمي

فهي تريدني لابنة خالتي رزقية،  فقد كانت تدللها كثيراً حينما تأتي لبيتنا ، أرجوك

أن تكوني حذرة ولا تخلطي الكلام ببعضه ، وقد أعذر من أنذر ..

.................

.................

...............

وبعد ... مضي ستة سنوات :

أخي العزيز خالد :  ابعث لك اشتياق كل من في البيت فرداً فرداً ، أبوك

وأمك في جناح واحد ، وأنا وبقية أخوتك في الجناح الثاني ،وفي الطرف طبعا

خالتك والآنسة رزقية ،التي امتلأت حنقاً وغضباً وخاصة بعد قرارك متابعة

التدريب في المستشفى وعدولك عن الإجازة ،وليس هذا ما أريد أن أزف خبره

إليك ، وإنما  هناك خبرين مهمين جداً ، وعليك أن تضبط أعصابك سلفاً قبل

سماعهما لتستطيع تفهم تفاصيله وتعرف مصلحتك الحقيقية ، في قبول ذلك

أو رفضه ..!

 الخبر الأول  : ما يخص الآنسة ( أبو كرمو السمان )، فقد تقدم لخطبتها

رجل من أقرباء أبيها وهو من سكان الضيعة التابعة للمدينة وقد أنهى

خدمة الجيش قريباً، ويقال أنه مزارع ويعمل في تجارة الخضروات والمنتوجات

الزراعية ، وقد  فهمت أنه كان يزور أهلها أثناء إجازاته .. أنا لم ألتقي بها منذ

 آخر رسالة منك منذ سنة تقريباً .. والسبب هو أنت ..واعذرني وربما تعذر نفسك

لا أدري ..!

وأما الخبر الثاني أيها الأخ العزيز( الدكتور) ، فهو يخص أختك نوال كاتبة

هذه السطور ...( إحم ..إحم ).. فقد طرق باب بيتنا العتيد الأخ الأكبر

لصديقك ابراهيم الصالح الذي أصبح ضابط برتبة ملازم أول أو نقيب لا أعلم

مع أهله يخطبني ، بعدما أنهى تدريبه في مكتب المحامي في الشام ، وفتح مكتباً

خاصاً به ، ولا أخفي عليك وقد تتفهم ما أنا فيه ، ولا يعلمه أحد ، أنني كنت أحيانا

 ألتقي به أثناء سفري للجامعة بعد الإجازات وأيام الإمتحانات ..

..................................................................................

......................................................................

.................................

..........     .......... 

 أختك المشتاقة        نوال 

وسوم: العدد 822