الإمام أحمد بن حنبل واللص
جلس الإمام أحمد بن حنبل في سجنه مع بعض المجرمين .. وكان من بينهم لص شهير !
وكان هذا اللص يحترم إبن حنبل ويشفق عليه في محنته .. وكثيرًا ما هرّب له طعامًا طيبًا من خارج السجن !
وذات يوم لاحظ اللص أن إبن حنبل يتألم من جراح التعذيب فمال عليه وهمس له :
إنهم يعذبونك أليس كذلك .. ؟
ولكن لعلمك يا مولانا كثيرًا ما عذبوني لأعترف بما سرقته ولكنني كنت رجلا ولم أعترف أبدًا .. كنت أحتمل الضرب صابرًا !
أفعلُ هذا وأنا على الباطل !!؟
فكيف وأنت علی الحق !!!؟
إياك يا مولانا أن تضعف !
يجب ألا يكون رجال الحق أقل احتمالاً من رجال الباطل ..
واستمر ابن حنبل يقاوم .. وكلما ضعف تذكر كلمات اللص .
وظل الإمام سنوات في محنته ثابتًا كالجبل وانهزمت الدولة كلها أمام رجل واحد.
وخمدت الفتنة وتوقفت إراقة الدماء .. وأُفرج عن ابن حنبل ..
خرج فمكث فترة في بيته يُعالج من جراحه .. ثم تذكّر صاحبه في السجن فسأل عنه فقيل له إنه مات ..
فذهب يزور قبره ودعا له .
ثم شاهده في المنام .. فرآه في الجنة فسأله :
ما الذي أدخلك الجنة ؟
قال له : تاب الله عليَّ بعد أن نصحتك أن تحتمل وتصبر على العذاب في سبيل إعلاء كلمة الحق !!
تشجيعك للآخرين قـد يصنع فـارقا في حياتهم .. !!
فكثير من الناس وصل لأبعد مما كان يحلم بـه .. لأن شخصاً ما أخبره بأنه قادر على ذلك .
وهذا مثال على أن كل إنسان به جانب خير .. حتى ولو اكتسى أغلبه سوءاً .
الكلمة الطيبة طائر جميل، حين تطلق سراحه من لسانك .. سيغرد في صدور الآخرين سعادة وسروراً واطمئناناً.
وسوم: العدد 823