نَدْوَةُ.. الْحَجْ..
محسن عبد المعطي عبد ربه
عُقِدَتِ النَّدْوَةُ الشَّهْرِيَّةُ لِأُسْرَةِ(أَبِي أَحْمَدَ) وَبَدَأَتْ أَمِينَةُ النَّدْوَةِ (أُمُّ أَحْمَدَ) النَّدْوَةَ بِقَوْلِهَا: "زَوْجِي الْعَزِيزَ(أَبَا أَحْمَدَ) أَبْنَائِي (مُحَمَّدُ ) (أَحْمَدُ)(مَحْمُودُ) (مُحَمَّدِيُّ)(حَمَادَةُ) (حَمْدِيُّ) بَنَاتِي (نُورَا) (عَزَّةُ) (عُلاَ) (إِيمَانُ) (تَوْحِيدَةُ) يَقُولُ اللَّهُ –عَزَّ وَجَلَّ – (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنَا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آلِ عِمْرَانَ 96,97 رَفَعَ الاِبْنُ(مُحَمَّدٌ) يَدَهُ قَائِلاً: لَقَدْ تَعَلَّمْنَا أَنَّ الِاسْمَ الْمُفْرَدَ يَكُونُ مَجْرُوراً بِالْكَسْرَةِ ,فَلِمَاذَا جَاءَتْ كَلِمَةُ (بِبَكَّةَ) مَجْرُورَةً بِالْفَتْحَةِ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ) :لِأَنَّهَا مَمْنُوعَةٌ مِنَ الصَّرْفِ أَيِ التَّنْوِينِ, لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ, قَالَتْ تَوْحِيدَةُ : وَمَا مَعْنَى كَلِمَةِ (بَكَّةَ) وَلِمَاذَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ) : (بَكَّةَ) بِالبَاء :لُغَةٌ فِي (مَكَّةَ), سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَبُّكُ أَعْنَاقَ الْجَبَابِرَةِ ,أَيْ:تَدُقُّهَا , قَالَ(حَمْدِيُّ): مَا مَعْنَى الْحَجِّ فِي اللُّغَةِ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ) : الْحَجِّ فِي اللُّغَةِ هُوَ الْقَصْدُ , قَالَ (مُحَمَّدِيُّ) : وَمَا الْمُرَادُ بِالاِسْتِطَاعَةِ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ) : تَحَمُّلُ مَشَاقِّ السَّفَرِ إِلَى البَيْتِ الْحَرَامِ , قَالَتْ (عَزَّةُ): مَا مَعْنَى(أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ) ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ) :إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ بُنِيَ لِعِبَادَةِ اللَّهِ,هُوَ الَّذِي (بِبَكَّةَ)(قِيلَ ): هُوَ أَوَّلُهَا مِنْ حَيْثُ الْقِدَمِ (وقِيلَ ): مِِنْ حَيْثُ الشَّرَفِ, قَالَتْ (عُلاَ): مَا مَعْنَى (آيَاتٌ بَيِّنَاتُ) وَمَا هِيَ تِلْكَ الْآيَاتٌ؟!, قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): آيَاتٌ وَاضِحَاتٌ , مِنْهَا مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمِنْهَا أَنَّ مَنْ دَخَلَهُ يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ وَلاَ يَتَعَرَّضُ لَهُ أَحَدٌ ,عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ: مَنْ دخَلَهُ لاَ يُقْبَضُ عَلَيْهِ وَلَوْ كَانَ قَاتِلاً بَلْ يُلْجَأُ إِلَى الْخُرُوجِ , قَالَتْ (نُورَا) : مَا مَعْنَى(وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ):فَرَضَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ,أَيْ: قَصْدُهُ , قَالَ (أَبُو أَحْمَدَ) : مَا مَعْنَى الْحَجِّ وَمَا أَشْهُرُهُ؟! وَ مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:(فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) الْآيَةِ197مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): اَلْمُرَادُ بالْحَجِّ فِي الْآيَةِ197مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟! :وَقْتُهُ ,وَأَشْهُرُ الْحَجِّ هِيَ :شَوَّالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَعَشْرُ لَيَالٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَقِيلَ كُلُّهُ (فَلا رَفَثَ) فَلاَ مُبَاشَرةَ لِلنِّسَاءِ أَوْ فَلاَ فُحْش َ فِي الْكَلاَمِ, وَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَلا فُسُوقَ": وَلاَ خُرُوجَ عَنْ حُدُودِ الشَّرِيعَةِ, وَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى " وَلا َجِدَالَ فِي الْحَجِّ" أَي: وَلاَ خِصَامَ مَعَ الرُّفَقَاء , قَالَ (حَمَادَةُ): مَا مَعْنَى الْإِفَاضَةِ مِنْ عَرَفَاتْ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): اَلنُّزُولُ مِنْهُ , قَالَ (أَحْمَدَ): مَا مَعْنَى الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ؟! وَلِمَاذَا سُمِّيَ مَشْعَراً؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ):الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ: جَبَلٌ يَقِفُ عَلَيْهِ الْإِمَامُ, وَ سُمِّيَ مَشْعَراً لِأَنَّهُ مَعْلَمُ الْعِبَادَةِ, قَالَ (مَحْمُودُ): مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) وَلِمَنِ الْخِطَابُ؟! وَمَا سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): ثُمَّ انْزِلُوا مِنْ عَرَفَةَ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ لاَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ لِتَتَرَفَّعُوا عَنِ الْخَلْقِ , وَالْخِطَابُ لِقُرَيْشٍ فَقَدْ كَانَتْ تَتَرَفَّعُ عَنِ النَّاسِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لِرَدْعِهَا عَنْ ذَلِكَ , قَالَتْ (إِيمَانُ): مَا الْمُرَادُ بِالْمَنَاسِكِ ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): اَلْعِبَادَاتُ الْمُخْتَصَّةُ بِالْحَجِّ, قَالَ أبُو (أَحْمَدَ): مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) وَمَا سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ؟! وَمَا الإِشْعَارُ فِي هَذَا؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): لَيْسَ عَلَيْكُمْ إِثْمٌ وَلاَ ذَنْبٌ أَنْ تَطْلُبُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ بِالتِّجَارَةِ فِي أَثْنَاءِ أَشْهُرُ الْحَجِّ وَقَدْ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقِيمُونَ أَسْوَاقاً لِلتِّجَارَةِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلاَمُ تَأَثَّمُوا مِنْ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تُبِيحُ لَهُمْ الاِتِّجَارَ فِي أَشْهُرُ الْحَجِّ, وَهَذَا إِشْعَارٌ لَهُمْ أَنَّ هَذَا الدِّينَ لَمْ يُفْرَضْ عَلَيْهِمْ لِيَحْرِمَهُمْ مِنَ الْكَسْبِ وَيُعَطِّلَ مَوَاهِبَهُمْ وَلَكِنْ لِيَهْدِيَهُمْ أَقْوَمَ السُّبُلِ وَيُحَفِّزَهُمْ إِلَى أَسْمَى الْغَايَاتِ , قَالَتْ(عَزَّةُ): مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالى (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذكْراً) (الآية 200سورة البقرة) قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): " فَإِذَا أَتْمَمْتُمْ عِبَادَتَكُمُ الْخَاصَّةَ بِالْحَجِّ فَاذْكُرُوا اللَّهَ بِقَدْرِ ذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَكْثَرَ وَقَدْ كَانُوا َإِذَا قَضَوْا مَنَاسِكَهُمْ وَقَفُوا بِمِنىً بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَالْجَبَلِ فَذَكَرُوا مَفَاخِرَ آبَائِهِمْ وَمَحَاسِنِ أُمَّهَاتِهِمْ , قَالَ(حَمْدِيُّ): مَا الْمُرَادُ بِالْأَيَّامِ الْمَعْدُودَاتِ فِي قوله تعالى: ]وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات[ (سورة البقرة: الآية 203) ؟! قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): أَيَّامُ التَّشْرِيقِ الثَّلاَثَةُ, قَالَتْ(تَوْحِيدَةُ): مَا مَعْنَى (وَأَذِّنْ) وَلِمَنِ الْخِطَابُ ؟وَ مَا مَعْنَى(رِجَالًا),( ضَامِرٍ),( فَجٍّ عَمِيقٍ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"؟ قَالَتْ (أُمُّ أَحْمَدَ): "( وَأَذِّنْ) أَيْ: وَأَعْلِمْ ,الْخِطَابُ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , رِجَالًا):أَيْ مُشَاةً ,جَمْعُ رَاجِلٍ,( ضَامِرٍ) :أَيْ مَهْزُولٌ هَزَلَهُ السَّفَرُ , ضَمُرَ الْبَعِيرُ يَضْمُرُ ضُمُوراً (فَجٍّ) اَلْفَجُّ : الطَّرِيقُ الْوَاسِعُ الْمَحْصُورُ بَيْنَ جَبَلَيْنِ ,جَمْعُهُ: فِجَاجٌ,( عَمِيقٍ): بَعِيدُ الْقَاعِ , قَالَ (أَبُو أَحْمَدَ): اَلْحَجُّ يَا أَبْنَائِي رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلاَمِ الْخَمْسَةِ وَفِيهِ يَلْتَقِي الْمُسْلِمُونَ مِنْ جَمِيعِ الْأَجْنَاسِ وَالْأَلْوَانِ تَلْبِيَةً لِخَالِقِهِمْ وَحُبًّا لَهُ, تَظْهَرُ فِيهِ وَحْدَتُهُمْ وَقُوَّتُهُمْ وَمَهَابَتُهُمْ فَيَعْمَلُ لَهُمُ الْآخَرُونَ أَلْفَ حِسَابٍ كَمَا أَنَّ فِي الْحَجِّ تَذْكِيراً بِالْآخِرَةِ(مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ,وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سُورَةُ النَّحْلِ 96