الأعرابي والمجوسي
من لطائف العرب
جاء في تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه الله تعالى:
أن رجُلاً من الأعراب سعى في الزواج مِنَ إبنة عم له اسمها الرباب .. فأكثر عليه أبوها في المهر ليحول بينه وبين غرضه..
فسعى الأعرابي في طلب المهر بين قومه فلم يُنجِده منهم أحد، فلما ضاقَ بهِ الحال قصدَ رجُلاً من المجوس فأنجدَهُ وأعانه، حتى تزوج من ابنة عمه، فقال في المجوسي شِعراً؛ قال :
كفاني المجوسيُ مهرَ الرباب
فِدىً للمجوسي خال وعٙم!!.
وأشهدُ أنكَ رطب المشاش
وأن أباكَ الجوادُ الخضٙم..
وأنكَ سيدُ أهل الجحيم
إذا ما ترديتَ فيمٙن ظلٙم..
تُجاورُ قارون في قعرها
وفِرعونَ والمُكتني بالحكٙم..
فقال له المجوسي : أعنتُكَ بالمهر على ابنة عمك ثُم كافأتني بأن جعلتني في الجحيم !!
فقال له الأعرابي: أما يُرضيكَ أني جعلتُكَ مع ساداتها، فرعون وقارون وأبي جهل!!.
تاريخ دمشق لابن عساكر
لله در الأعرابي كم نحن بحاجة لأمثاله، فهو لم يتلون ولم يغير عقيدته من أجل أن مجوسيا أعانه ، فياليت بعض من يرتمون في أحضان المجوس هذه الأيام فيغيرون مبادئهم، ليتهم يتأسون بهذا الأعرابي الحر.
وسوم: العدد 841