بائعِ الموزِ
يقولُ شابٌّ: أثناءَ عودتي من عملي مُتَأخراً كعادتي؛ شاهدتُ بائعَ الموزِ يقفُ مُنتظراً آخرَ زبونٍ؛ لشراءِ ما تَبَقَّى من الموز، فذهبتُ لأشتريَ رحمةً بهِ مع أنّ بيتي فيه كميةٌ من الموز، وبينما أنا أتوجهُ نحوَهُ إذا بشابِّ يظهرُ على جانبِ الطريقِ المقابل؛ ويتوجهُ للشراءِ أيضاً؛ فأعطيتُه الفرصةَ وتَنَحَيْتُ جانباً..
ثم أخبرتُهُ أنني نويْتُ الشراءَ فقط لأرحمَ الرجلَ من الوقوفِ في البردِ، فإذا بالشابِّ يُخبرنى أنه جاءَ لنفسِ السببِ وأنّ لديهِ من الموزِ ما يكفيه، فتعجبتُ وقلتُ في نفسي: سبحانَ الله!!! أرسلَ اللهُ للرجلِ اثنينِ في الوقتِ نفسِه ليشتريا منهُ الموز! تُرى ما طبيعةُ هذا الرجلِ الذي سخَّرَ اللهُ له رحمةَ الناسِ وتعاطفَهم؟!
وجاءَ الردُّ على تساؤلي واستغرابي عندما شاهدتُ عاملَ النظافةِ يكنُسُ بجِوارِ عرَبةِ بائع الموز، فإذا بالبائعِ يضعُ بعضَ الموزِ في كيسٍ ويناولُهُ لعاملِ النظافة! هُنا أدركتُ حقيقةً هامة؛ وهي أنَّ اللهَ يُسَخِّرُ للمحسنينَ من يُحسنونَ إليهم ويُجَنِّدُ لهم جُنداً من عندِهِ دونَ عِلْمِهم..
*تعليقٌ بسيط:*
أيها المحسنُ.. السعادةُ الحقيقيةُ هي التي تزرعُها في قلوبِ الآخرينَ بالتفريجِ عن مكروبِهم أو إعانةِ مُحتاجِهم أو مساعدةِ فقيرِهِم أو تسديدِ دَينِ مُعسِرِهِم أو كفالةِ يتيمِهِم أو ابتسامةٍ في وجهِ محزونِهم أو كَلِمةٍ حانيةٍ لمهمومِهِم، فلا تستصغرْ أيَّ عملِ خيرٍ مهما كان صغيراً، وكلُّ عملِ خيرٍ عائدٌ إليكَ يوماً ما، واحرصْ أن لا يسبِقَكَ أحدٌ على فعلِ الخير!!
وسوم: العدد 929