السلطان الذي حجَّ سِرّاً
قصّة حقيقية
شخص كان يعمل مرشداً للحجاج في مكة والمدينة يقول :
كان موسم الحج قد بدأ فذهبت لألقى الحجاج الذين يفدون من كل أنحاء العالم إلى الحج بصفتي مرشداً للحجاج ، ولأنني تأخرت بعض الشيء فلم يبق لي أحد أرشده !!
وفيما كنت أقف يائساً سألني أحد الأتراك الذي بدا وكأنه شخص بسيط ، إعتقدت أنه ليس غنياً بالقدر الكافي بالنظر إلى ما كان يرتديه ، فقال لي : أيمكنك أن تعمل لدي مرشداً في الحج.
ونظراً لحاجتي قبلت إقتراحه ، مع قناعتي بأنني لن أحصل منه على الكثير وفكرت في عائلتي وحاجتي إلى الإنفاق عليها ، فبدأت عملي معه ، وكنت دليله طوال فترة الحجّ ، وفي النهاية انتهى موسم الحج وجاء وقت الرحيل ، فطلبني ذلك الشخص الذي لم يتحدث كثيراً طوال فترة الحج ، والذي بدا من سلوكه أنه إنسان طيب.فقال لي : خذ هذا المظروف ولا تفتحه حتى أغيب عن عينيك ، واذهب به فوراً إلى الوالي في مكة وأخذ مني وعداً جاداً بألا أفتحه إلا بين يدي الوالي . فذهبت من فوري إلى مكة ، وطلبت مقابلة الوالي ، فلما أذنوا لي بالدخول وقفت بين يديه وقلت : سيدي الوالي ، هذا المظروف أعطاني إياه شخص لا أعرفه ، كنت مرشداً له طوال فترة الحج ، وأخذ عليّ العهد ألا أفتحه إلا بين يديك
وما أن فتحته حتى نهض الوالي على قدميه وقال بدهشة : ختم السلطان عبد الحميد؟!!!
فتحجّرت في مكاني من شدة استغرابي !!
وتساءلت في نفسي : هل هذا الذي كنت دليله طوال فترة الحج هو خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد خان ؟!!!
وكان داخل الرسالة أمراً إلى الوالي بأن يعطيني داراً كبيرة ، وأن يخصص لي ولأبنائي معاشاً مدى الحياة.
وعند سؤال الخليفة عن سبب ذهابه للحج وحيداً أجاب : أنا أقف ببيت الله كعبدٍ له ، وأحجُّ إليه وأنا صاغراً له ، خاشعاً خائفاً متذللاً ، لا ملكاً أو خليفة أو حاكما ، فمن أنا أمام الله ، فأنا عبد وخادم لملك الملوك ، الحج نية صادقة.
يُعد السلطان عبد الحميد الثاني أول سلطان عثماني يذهب سراً إلى الحج.
ويشرح في مذكراته هذا الأمر الذي لا يعرفه أغلب الناس حتى الآن،،،
وسوم: العدد 961