سجود
يجلس في شبه زنزانته على وضعية السجود، المركِّزة خارج النفس، واضعاً بطحاء قدمه اليسرى تحته، ومُثنيِا -على انفراج- قدمه اليمنى، وهي وضعية -صعبة- موصوفة في السُنة من شأنها تركيز الجسم على السجود، (ومن دونها ينفع أيضاً لمن تتعسر مفاصلهم). كل الموجات التي تسلّط على عقله وجسمه لا يمكنها أن تؤثر فيه، إلا قليلا، طالما يسجد كما وصِف. يشدّ جسمه في سجوده وانتصاب ظهره وانحنائه أو هبوطه.
وكما كان يسيطر على جسمه بحركات الصلاة المتابِعة للتسبيح والتكبير، فإنه يسيطر أيضاً على إرادته بالتحيات والصلاة الابراهيمية، ويتحقق منها في يده الممدودة على فخذه بحركة التشهد، الاصبع الشاهد المحلّق رويدا رويدا. فيما مضى، استطاعوا التشتيت طفيفا على كل حركات الجسم لمدة محدودة وبتركيز شديد مؤقت للطاقة (عندما يستحم بالماء، أو ينتفض، كانت موجات التركيز تذهب، وتعود بعد وقت). لم يستطيعوا تقليد حركة التشهد البتة، حيث انحصر الصراع العنيف، بكل ما لديهم من قدرات، بين الايمان وشياطين الانس، على هذه الحركة بالذات. هي، وتحرّك اللسان –ومن الأفضل مع الصوت- كما في تلاوة القرآن الكريم، لا يمكن التأثير فيهما ابدا. الوضوء أيضا، الماء الذي خلق منه كل شيء حي، يغسل الجسد من الطاقة الحيوية، الزائدة ربما، في الجسم، والمستعملة ضده؛ والدعاء الخاشع، الذِكر عموما، ينفّس الضغط الانفعالي من الصدر. وأباح الله التيمم، فلا بد أنه نافع كذلك..
لقد سمح الله سبحانه وتعالى هذا لشياطين الجن دون مادة، فليس غريبا أن يتاح لشياطين الإنس الماديين.
سلّم يمينا على إخوته في غزة، ثم شمالاً على القادمين من الشام!!
وسوم: العدد 1039