مرآة الروح
عند درفة الشرفة صرخت تعاتب الأمل! أتدري؟ ماذا عن وقت ضيعته منتظرة، وفي كل يوم أشتعل أملا، لعله غدا أجمل!
يتمتم، اتتحدن أيتها الجميلة الناعمة؟ لم تجب!
حشرجت كلماتها بين الشفاه والحنجرة. بينما لا يزال يتأملها بعمق. ينفث سيجارته لينثر رمادها، فتتطاير هموم الحياة.
تتنفس دخانه بشئ من اليأس بعد أن خذلها الأمل. تتصاعد أمنياتها بالكتابة، وتبث همها بحبر القلم ليعزف الورق سيمفونيتها الشهيرة، اشتياق وحنين وخيبات ووجع.
ثم تقول في صمتها المرير، ما أجملك أيتها الكتابة، عدت اتنفس واترجم آلامي من جديد!
أهديك وجع الحياة، ليهدن حبرك أمنيات بريئة بريشتي الناعمة.
ولكن ! لا يزال يطاردني سؤالا هل تراجعت ولم تصب كذلك بعدوى الأمل لتهدن فرحا؟
أم أنكما تحالفتما معا لتصفعوا آمالي بخيانات لم أعهدها؟
تجيب الكتابة: وتتراجع لتقتل الكلمات وتعلن إيقاف صوت القلم، فينتهي الحبر لينعي كتابة بائسة يائسة تعيش في أزمة ثقة ووفاء، بين دخان الأمل وحروف الكلمات.
بين حبر قلم نفذ وسطور أوجعها القلم خيانة. فأي معجزة تنهي المهزلة!
يتقدم الصمت الحل المعجزة، ينعي كل ما كان وكأنه ما كان!
وتنتفض من درفة شرفتها، معلنة ثورة حريتها، راحلة عن كل ما لا ينتمي إليها فكرا وروحا بل وعقلا ومنهجا!
محلقة بعيدا لتسترد عافيتها وعنفوانها متمردة على واقع لا يصلح أن تنتظر تغييره بأمل. إن لم تبادر. متحررة و متفردة بآرائها الخصبة قبل مرور الوقت العابث.
وسوم: العدد 1044