قصتان قصيرتان
يمرّ الناس
في ركن العاصمة الشهيرة، قُتِل مائتا وخمسون شخصا خلال عشرة أعوام ما بين ثورة ومظاهرة وحادث سير وازدحام على اغاثة. وفي المكان نفسه شُنق عشرة خونة، رجلا وامرأة، وهم يركبون ملطخين، معكوسين على حمير. فيه ايضا جرت مراسم تاريخية لقادة سياسيين ركبوا خيولا تقدّمت سرايا ومجموعات، كما اندلعت فيه شجارات صغيرة وكبيرة.
مع ذلك، كل يوم، يمرّ الناس المشغولون بهمومهم، ولو كانوا مُقسَرين من عقولهم.
الخير المطبوع
تندفع الأفراس والأحصنة كارتفاع النخل من مدينة خانت مدنها الأخرى. لا تزال المهور تتبع امهاتها
دونَ مَن يقتادها، داخل سناسل لمنازل هرب أصحابها من الاستدخال. هي ذاتها ومن دون أطراف أربعة، ضجيجُ الناس حين تأكل قيودها.. كبقر الوحش، كجواميس أمريكا قبل الانقراض، تبقر ولادات محتملة.
دوما هناك حصان بريّ لا يُهجّن، يخرج عن الحدود والعلف المصنّع، ولا أحد، وسط المظاهرة، يعرف مَن يكون.
كالنحلة المنفردة، رشيقة عربية بُنيّة بالكامل، وتتقدم السرب مستكشفةً تسترعي الكلأ والماء؛ تصهل فرسٌ على طرف القطيع لم تغادر تماما يناعتها.
من الاشتعال والاستكشاف، انبزغ في ناصيةِ فَلْوٍ من داخل الطوفان متقدما الضيق، الجنون المطبوع على الخير.
وسوم: العدد 1072