حسنون الحائر الخائر
حسنون تقاتل مع شمعون
شمعون عنده مال ورجال وضياع وخيل وفرسان وذهب وطبالون وحرس..
حسنون مسكين على باب الله.. يمشي عاري القدمين بثياب وأسمال شبه بالية... أنهكه الجوع والفقر والمرض...
طلب حسنون نصرة من ربعه
ونادى يا غارة الله هبي
ساعدوني أيها الناس ضد شمعون
فإنه طاغية ظالم مجنون
فما نصروه
لا بالسيف ولا بالرمح
ولا حتى بالكلام الحنون
فهم ينظرون إليه كمجذوب لا يزن الأمور بشكل جيد أما هم فيزنونها تماما كالحاسوب
حسنون جاع
فطلب الخبز والزيت والزعتر والزيتون
لعياله المساكين
فحملت القبيلة عشرين برذونا وبغلا وناقة لإسعافهم
ولكن الطريق الوحيد إلى بيت حسنون يمر من أمام بيت شمعون وقد رفض شمعون مرور القافلة
وحلف بأغلظ الأيمان أنه لن يسمح بمرورها
جاعت عيال حسنون
وقد استنجد بالقاصي والداني فلم ينجده أحد
لجأ حسنون إلى عصابة تهريب وزعرنة
وتوسل إلى رئيس العصابة بوران كي يساعده
وقال له سأبيض صحيفتك أمام الناس
وأقول عنك بطل ومجاهد وشريف
ومن سقط من ربعك في الساحة سأقول عنه شهيد مهما كانت جرائمه .. والشهادة معنا شرف ولو كانت أعمالكم بمنتهى القرف..
طرب رئيس العصابة لهذه المهمة وعانق حسنون وقبله من شنبه...
***
ودارت الأيام
ودخل حسنون على والدته التي حلفت أن تقص شنبه وتصفعه .. فقالت له؛ يا بهيمة! كيف تثني على بوران وهو الذي يسرق الناس ويغتصب الحرائر؟!
قال حسنون لم يساعدني أحد غيره والضرورات تبيح المحظورات
قالت أمه: يا تيس! يا غبي! يا خمة! الضرورات تبيح المحظورات ولكن الغاية لا تبرر الوسيلة... قم توضأ وصل ركعتين وتب إلى الله عز وجل حتى ينصرك على شمعون
اغرورقت عينا حسنون بالدموع ولم يدر ماذا يفعل
إن فك تحالفه مع بوران جاع وإن بقي معه ضاعت مبادئه وشتمه الناس
حسنون في حيرة
وقرر يعمل استخارة
لعل الله يهدي قلبه إلى الحق.. ويجعل له من ضيقه مخرجا
ومن تخبيصه فرجا
وسوم: العدد 1078