قصص في دقائق 39+40

قصص في دقائق

انتصار عابد بكري

 39

عزومة

قال وهو يبتسم : غداؤكم غدا عندي ، لا تتغيبوا .

في الحادية عشر ونصف في اليوم التالي انتظرنا اثنا عشر شخصا وحضرت الوليمة ، صحن من زيت الزيتون بعض أوراق العلت الخضراء ، زيتون بكبس جديد وعدد من حبات البندورة.

انه الذ الغداء.

 

خلل

لنظام الشارع والطرقات انتظم عندما مر بنقطة تفتيش بوليسية لكن بعد أن ابتعد ترك حزام الأمان ، زادت سرعة سياقاته رن هاتفه الجوال، فقالوا عنه مسكين له طفلان لم يتجاوزا الخامسة ، كان مطيع أحبه الناس وطيب - رحمه الله.

 

ادارة

الكل ينتظر تحقيق المصير إما هذا المرشح وإما ذاك يلقون بالأقاويل : هذا الأقوى ، هذا عائلته أكبر سينتخبه الناس ، هذا الأحب على القلوب ، تتشوش العقول فربما لا يعرف كيف يدير كرسيه ولا لسانه ، ويوم الحسم تنتفض الأوراق في الصناديق لتعلن فوز فلان ابن العائلة الصغيرة وفقير الحال .

 

صراحة

لم اتمنى يوما أن اكون ذكرا فأنا مؤمنة جدا بعطائي للجميع ، للأهل والولد  ولمن دق بابي ودخل بيتي ومكتبي ، حتى عندما كنت طفلة كنّ زميلاتي يلجأن إلي في حل بعض المشاكل ان كانت تعليمية او اجتماعية أو خاصة ، فالخدمة والعطاء أمران  تربيت عليهما عندما كنت صغيرة حيث  دفعني اليه والدي عن دون قصد واستمسكت بهما . لكن هناك مواقف كنت أحسد فيها الذكر في حرية تعبيره ووجوده في أي مكان فعندما اريد أن أخدم في مجتمع ذكوري أخاف أن تفترسني الأقاويل الجاحدة وتفسرني على أهوائها لتجعلني انسانة مترددة فأنا لا أفضل أن أكون متمردة .

 

شأن

وصل صاحب الشأن العظيم الى جمعة من الناس فقاموا يحيوه وتسابق الشاطر فيهم ليجلسه مكانه . بعد قليل دخل المنتدى انسان عادي ، لم يعره أحد الاهتمام  وبقي واقفا .

 40

قصص قصيرة جدا عن الحجاب

الحجاب الأول

اقتربَت منها في ذلك اليوم الحار وعند زحمة محطة الباص كان كلامها قاسٍ وجاف : من قال أن هذه الطفلة يجب أن ترتدي الحجاب ؟ يكفي ضغوطات ، على الفرد أن يكون حراً ومقتنعا في قراراته حتى لو كان صغيراً.

صمتت الأم ومعالم الألم زادت في وجهها .

وانفجرت الطفلة: لا أحب أن يراني أصدقائي بدونه بعد أن سقط شعري من الكيماوي !

الحجاب الثاني

بعد أن زارت الديار المقدسة وعادت بشهادة حاجة ، وجدت أن زوجها قد ارتبط بامرأة ثانية تلبس على الموضة، ثوب قصير وشعرٌ مصبوغ .

خلعت هي الحجاب، تمثلت بالضَّرّة ربما يعود اليها زوجها فنفاها وابنتهما الى بلدٍ آخر.

الحجاب الثالث

حان الوقت لأن أضع الحجاب كان ذلك كافيا من عمري بأن كنت بعيدةٌ عنه ...

حضَّرت لوازم اللباس من ثياب وجلابيب طويلة فضفاضة وشالات ملونة جميلة . وعَدَت نفسها أنها بعد عودتها من سفرتها إلى سويسرا سوف ترتدي الحجاب على الفور ... لقد عادت من بلاد أوروبا وتركت لباسها المحتشم داخل خزانة .

الحجاب الرابع

أصبح يعرفها كما يعرف نفسه كل ذلك من خلال "الشات" شبكة المحادثة . لقد أخبرته الكثير عن نفسها كذلك هو ، عن درجة تعليمها وبلدها وأهلها ، أعلمته أنها برنزية اللون وعيناها عسليتان ، شعرها طويلٌ أسود . قالت له انها معتدلة الطول ، يكفي أن الحوار الذي كان يدوربينهما كان مثلا في الأخلاق والأدب . تلك المواصفات كانت كافيةَ لأن يبني صورةً لحبيبته غداً.

في اليوم الموعود انتظرها هناك عند مطلع الدرج في الكلية ، لن ينتبه أحد بأنه ينتظر شخصا ما فالكل في عجلةٍ.

كانت أوصافه كافيةً لتعرفه ، طويل القامة ، ليس سميناً ، يحمل ملف أخضر.

تعجب من صوت خلف الحجاب ألقى التحية ، " السلام عليكم "  واختفى !

الحجاب الخامس

كل ذلك لا يدل على جحودها فهي تفضل البنطالون عن اللباس الشرعي ، تتحرك فيه بِحُرية في سيرها وعملها ، وعند صلاتها تضع ثياب الصلاة كاملة .لقد مُنِعَت من ارتدائه أول صباها ، التبرير : ستبدين كابنة الثلاثين . الكل يلبس عن دون قناعة ، انظري كم امرأة خلعت الحجاب وهي أكبر سنا قال أبوها .

ندم وتمنى لو وضعته منذ ذلك الحين .