تأمُّل عصفور
سمر حامد العامودي
وقفت في حديقة منزلها، صباح نهار جميل، لم تكد الشمس تجفف الندى عن ورقات الزهر بعد، الفتاة الصغيرة سنا ذات الحادية عشرة عاماً، وأخذت تتأمل عصافير الحديقة، وورودها، والفراشات الملونة أحلى الألوان، فأخذت تطير فرحاً من وردة إلى وردة كالفراشات.
واتكأت متعبةً بجانب شجرة التين الضخمة لتستريح قليلا، بعد أن أنفقت عدة ساعات في اللعب. ولكن! هناك عصفور لفت نظرها ألوانه الجميلة وخفة حركته، حيث كان يلتقط بعض الحب المتناثر هنا وهناك وأخذت تتأمله بإعجاب ثم جرى على لسانها كلمات، دونتها في مفكرتها الصغيرة، تعبّر فيها عمّا رأت:
رأيتُ عصفورا جميلاً وصغيراً حطَّ على الأرض قرب شجرة التين
تأمّلتُهُ بحذرٍ حيث لا يراني فأخذ بعض الحب بمنقاره المتين.
والتفتَ كأنه لمحَ بقعة ماء فغط رأسه ورفعها بعد حين.
حدثتُ نفسي ما يقول هذا الصغيرُ بعد شربه للماء إلاّ الحمد لله وآمين.