إليْها

إليْها

ذ. سعيد عبيد / مكناس - المغرب

[email protected]

بخفقان قلبٍ مُتعبٍ يكاد اصطراع المشاعر يُفجّره، كتبت لها رسالة قصيرة:

"بعثرَني النوى، طوّحتْ بي الغربةُ في كل واد... ما عدتُ أُطيق!".

ردّتْ في الحين:

"اشتقت إليك! أينك يا سَواد العين وسُويداء الفؤاد؟ خشيتُ ألا أراكَ مجددا!".

رقنتُ متلهّفا بأصابع مُعْرورقة راجفة:

"أحقا يمكنني المجيء؟".

"حبيبي، سأكون أسعد امرأة أن أتنسّم الليلةَ شميمكَ من جديد!".

فرِحاَ طِرتُ من قبوي النائي صُعدا كأني بجناحين. أوقفتُ أول سيارة أجرة حتى كادت تدهسني: "شارع الرضوان، رقم 1. بسرعة! أرجوك!".

حين توسدتُ ركبتَها، وشرعتْ تُخلّل بأصابعها شَعري تمسّح رأسي، عيِيَتْ لغةُ الكلام على شفتينا معاً، وما عاد للمشاعر من تُرجمان سوى نبضٍ قريرٍ ودمع هتّان، وصدى نداءينا: "ولدي!" "أمّاه!" يتردد كأجمل ترنيم في أذن الزمان.