السنافر
حيدر الحدراوي
توفي بابا سنفور , فترك خلفه بلاد السنافر بلا رئيسا ولا حكومة , اجتمع السنافر للتشاور في اختيار رئيسا وحكومة مسنفرة , كي تستمر مسيرة البلاد نحو الرقي والتقدم .
- انا اكره التقدم ! .
توصلوا الى ان افضل الطرق للمساواة ورفع الحيف عن المواطنين في تشكيل حكومة ديمقراطية .
- انا اكره الديمقراطية ! .
الديمقراطية المسنفرة , هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة .
- انا اكره العدالة ؟
طلبوا من المواطنين ذوي الكفاءات وذوي الخبرة الشروع بتقديم طلبات الترشيح للحكومة , اما سنفور غضبان لم يكن يرغب بذلك , فأجبروه على الترشيح .
- انا اكره الترشيح ! .
انتهت عملية الترشيح , وسلمت الطلبات الى لجنة خاصة , وبدأت الحملات الدعائية للمرشحين و نشر الملصقات الجدارية بغية التنافس في الانتخابات .
- انا اكره الانتخابات ! .
هبّ السنافر من كل حدب وصوب الى مراكز الاقتراع .
- انا اكره الاقتراع ! .
وضعت الانتخابات اوزارها , وتمخض عن ذلك فيما بعد , تشكيل حكومة مسنفرة .
- انا اكره الحكومة ! .
كان من بين الفائزين سنفور غضبان , حيث اصبح على رأس وزارة ما .
- انا اكره الوزارة ! .
بينما هم كذلك , هاجم شرشبيل وقطه المتوحش هلول بلاد السنافر , فعاثوا فيها فسادا وخرابا , اهلكوا الحرث والنسل , فدخل مسئولي الحكومة في ملاجئهم , ووضع الشعب يدا بيد , وتصدوا الى شرشبيل وقطه هلول , في ملحمة من ملاحم البطولة , فأذاقوا شرشبيلا وقطه الويلات , حتى أوقعوه ارضا , وانهالوا عليه رميا بالحجارة , فنهض وولى هاربا , هو وقطه هلول , يجرون خلفهم اذيال الخيبة والهزيمة والاندحار , اثناء ذلك , خرج مسئولي حكومة السنافر , ومن ضمنهم سنفور غضبان , يهتفون بصوت واحد :
- يحيا الشعب ! .... يحيا الشعب ! .
الا ان سنفور غضبان كان له رأي اخر :
- انا اكره الش..... ! .
لم يكمل حين ادرك ان ما اراد النطق به لا يمكن ان يكون !!!.