يوميات الحزن الدامي

جميل السلحوت

[email protected]

لمى

يعتمر كوفيته بلا عقال، يطلق ذقنه...يحلق شاربيه...

يتربع على شاشة الفضائية ، يجيب على أسئلة دينية،

 يعظ المشاهدين عن حقوق البنات والأبناء على الآباء،

 يركز على من يؤدبون ويعلمون بناتهم، فهنّ ستر لهم من النار...

بعد أن توضأ وأمّ المصلين في المسجد واستغفر الله،

 وقبل أن يصل مكاتب الفضائية ليعظ المشاهدين...

وصلت ابنته "لمى" ابنة الخمسة أعوام الى المستشفى

 وقد فارقت الحياة تحت تعذيب والدها لها...

لمى المحنّاة بدمائها البريئة تُبكي بواكيا

 بينما روحها تحلق في حواصل طيور خضر.

               

أشرف

العجم والعرب والمسلمون وأتباع الديانات كلها يحاصرون قطاع غزة،

 يمنعون عنه الغذاء والدواء والوقود والكهرباء،

 شادي يشعل شمعة في البيت ليبعث النور في بيته الفقير الذي يُضاء بين الفينة والأخرى بالقنابل والصواريخ التي تتساقط في محيطه،

 فيحترق البيت ويحترق طفله أشرف ابن العامين ليُبكي بواكيا،

ويحلق نور الجسد البريء فوق ظلمات بلاد العربان.

               

مطر...مطر

رذاذ المطر يتساقط على قطاع غزة، مطر أبو العطا يقف أمام المخبز لشراء عدة أرغفة لوالدته وأشقائه الأطفال، "الزنانة"  تلقي حمولتها على المارة، جسد مطر أبو العطا يستحم بدمائه...رائحة الدم تفوح كالمسك والعنبر، عاد الجسد محمولا على الأكتاف...شاهدته والدته فلطمت الخدود وقدّت الجيوب، حملوه الى المقبرة...وقبل أن يواروه التراب جاء المخاض والدته..فانطلق من أحشائها طفل يملأ الدنيا صراخا....أسموه مطرا وعلت الزغاريد...ولا تزال حبات المطر تتساقط وبحر غزة يزداد هيجانا.