حكاية الولد البار المتخلف
حكاية الولد البار المتخلف
(عفوا المختلف) يمارس هوايته المفضلة
د. خليل قطاطو
لغز :ارسلوا له عشرات الوسطاء لوقف اطلاق النار،أعادهم خائبين. سألوه ، ألا تسمع أصوات ألأنفجارات؟، لا أسمع شيئا. ألا تسمع بكاء ألأطفال وعويل الثكالى والارامل؟، لا.هل توافق على ألأقل على هدنة في العيد لوقف الذبح ، لم يرد.هذا الشعب المسكين ،نسي أن رئيسه ..................أصم .............................................بالوراثة
عاق: وصفوه بالأحمق،المجرم،الخائن،الشرير،العاق لهذا البلد الذي وهب له ولعائلته (رغما عنه) كل الثروة والطاعة، ونسي .وكانوا مخطئين فهو غير عاق على ألأطلاق.انه بار ، بار جدا..........فهو ينفذ كل وصايا والده (الحكيم) بحذافيرها
وجهة نظر :لم يمارس الطب في حياته ،لأنه (ربما) لايشعر بالثقة،فأساتذته (في الجامعة ) منحوه الدرجة(حتى لا يفقدوا وظائفهم) . فجأة وجد نفسه رئيسا بأجماع أعضاء مجلس الشعب الذين كانوا كلهم خبراء في الحياكة(والتصفيق)، فقد رتوا له الدستور ليصير على مقاسه (وحتى لا يفقدوا مناصبهم(أو روؤسهم)) لم يفلح كرئيس لأنها مهنة والده الذي لم يتقنها أيضا رغم ممارسته لها لثلاثة عقود. أنه سيء الحظ فهذا
البلد الجاحد!!! استكثر عليه عقدا واحدا.................................. وسنتين
عبرة لمن لا يعتبر:رأى أحدهم يهرب في جنح الظلام،واخر ينادي عليه القاضي فيرد أفندم (بعد أن كان القاضي يقول له أفندم كل يوم صباحا ومساءا لثلاثين سنة كاملة) واخر يجرجر ويهان ويقتل شر قتلة ،واخر يعزل وينفى(بعد الحرق). ولكنه متخلف،أذ انه ما زال (في كامل قواه العقلية!!) ويعتقد يقينا ...................................أنه مختلف
هواية:كان صغيرا ،لم يحب ابدا المعطف الأبيض وجهاز الضغط والسماعة الطبية.كان يعشق الدبابات والطائرات والصواريخ والرصاص (كألعاب ورثها عن أبيه) ويقال انه(ووالده) فقد سمعه في سن مبكرة لأن صوت الألعاب كان مدويا .نفق الوالد. كبر الولد المدلل،............رمى ألألعاب الطبية جانبا، وأصر هو( وعائلته )على ........ممارسة هوايته المفضلة...... دون أن يسمع هديرهاوطنينها وصفيرها وأزيزها ................المزعج،فصاحبنا ألأصم مرهف ألأحساس ................جدا