حكايتي مع مُتْعِبْ
ربيع عرابي
"حكاية ليست من الخيال"
ساد الهدوء المنزل بعد أن أرخى الليل ستره ... واستسلم الصغار لأحلامهم السعيدة والشباب لمغامراتهم القادمة والكبار لهمومهم وأعمالهم الكثيرة ... وبقيت في مكتبي وحيدا مفترشا سجادة الصلاة العزيزة علي بعد ان أديت ركعتين رافعا يديَّ إلى السماء أسأل الله عز وجل النصر والثبات للثوار المجاهدين في بلاد الشام متضرعا إليه أن يسدد رميهم ويحقن دماءهم ويعجل نصرهم .
لا أعلم كم أمضيت من الوقت مستغرقا في الدعاء والرجاء ... منقطعا عن ضجيج الدنيا وصخبها معلق القلب بخالق الأرض والسماء ... إذ شعرت بيد تضرب على كتفي بقوة ... تقتحم علي خلوتي وتخرجني مما أنا فيه من المناجاة ... التَفَتُّ فإذا بوجه مكفهر عابس يلقي إلي بنظرات يمتزج فيها العتب بالسخرية والشفقة بالإستهزاء ...
من أنت ؟ ...
سألتُ بصوت خافت متردد
أنا مُتْعِبْ
ما شأنك وماذا تريد ؟
قال : ياأخي ماهذا الذي تفعله وتمضي عمرك فيه ... تترك أمهاتك وأخواتك وأبناؤك المهجرين المشردين يتضورون من الجوع ... جراحهم تنزف ... ودموعهم تذرف ... يبيتون في الشوارع والخيام ... ويستجدون اللقمة والعلاج ... وأنت على سجادتك الوثيرة تصلي ... وهل يقبل الله لك صلاة أو يستجيب لك دعاء ... وقد تخليت عن واجبك في إغاثتهم والقيام على شؤونهم والسهر على علاجهم وتأمين لقمة العيش الكريمة لهم وحماية أعراضهم ... أم أنك آثرت السلامة وراحة البال واكتفيت من الغنيمة بالإياب.
ألا تعلم أن دعوة صالحة لك من قلب أم مكلومة أو بنت جائعة أو جريح تنزف جراحه أفضل وأعظم عند الله من صلاتك وقيامك ودعائك ... ثم من قال لك أنهم يحتاجون دعاءك وصلاتك بل أنت المحتاجُ إلى دعائهم ورجائهم.
ألم يبلغك حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "من خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا" ألم تقرأ رسالة عبد الله بن المبارك الإمام المحدث التي أرسلها إلى الفضيل بن عياض العابد الزاهد وكانوا صديقين عندما ذهب هذا الأخير إلى الحج بدلا من الرباط على الثغور في سبيل الله فأرسل يعاتبه :
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتنـاَ لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه فَنُحورُنَا بِدِمَائنَـا تَتَخَضَّـبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطـلِ فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعـبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا مـنْ مقـالِ نَبينَـا قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِـي أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِـق بَيْنَنَـا لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ لاَ يَكْـذبُ
قلت له : صدقتَ والله وأحسنتَ وأجدت ... لقد فاتني ذلك كله فجزاك الله عني خير الجزاء ... ولن يخيب ظنك فيَّ إن شاء الله ... فسأبذل ما بوسعي لأكون بجانب أهلنا المشردين والمهجرين ... وأقوم بواجبي تجاه المكلومين والمظلومين.
حجزت مكاني على أجنحة الهواء على أول رحلة تحملني إلى مخيمات اللاجئين المشردين ... لم يكُفَّ هاتفي عن الرنين وأنا أفاوض الهيئات والجمعيات ومندوبي الدول والمنظمات والخيرين من كل طيف ولون ... وانفتحت على يديَّ أبواب الخير بفضل الله ونعمته ... وأمضيت الأيام ترافقني فيها دعوات الأمهات ... وضحكات الأطفال ... وشكران الجرحى ... مصحوبا بعون الله ورعايته وحمايته ... مسرورا أن وفقني الله عز وجل لأن أكون خادما للثورة شريكا في أجرها.
كنت منهمكا بجمع التبرعات الطبية والمعاشية وضبطها وإيصالها إلى مستحقيها دون إبطاء أو تأخير ... كنت أستمع إلى الشيوخ وأواسي الأمهات وألاعب الأطفال واليتامى مستغرقا في عملي طالبا رضا ربي حين شعرت بيد تضرب على كتفي بعنف ...
ماذا ... من أنت ؟
سألت بصوت منزعج
أنا مُتْعِبْ
ما شأنك وماذا تريد ؟
قال : عيب عليك ... رجل في طولك وعرضك ... جالس مع الأطفال والنساء تلهو وتلعب ولم يبق إلا أن تقطع لهم الخضار وتقلي لهم البيض ... وإخوانك المجاهدين البواسل في أرض الرباط في بلاد الشام يقاتلون العدو المجرم ليل نهار لايفترون ... ألا تستحي من نفسك ... ألا تعلم أن هناك الآلاف ممن يستطيع القيام بما تقوم به من الإغاثة واللعب مع الصبية ومرافقة العجائز... أما الجهاد الذي هو واجبك ومهمتك كرجل من الرجال فقد تركته وأهملته وفررت من تحمل مسؤولياته ... وجلست هانئا ناعم البال ... واكتفيت من الغنيمة بالإياب.
ألا تعلم أجر الجهاد ساعة في سبيل الله ... ألم يحدثك أحد عن مراتب الشهداء في الجنة أم كنت مشغولا كغيرك بسماع المطربين والمطربات ... ثم لو كنت حقا صادق الإهتمام بهؤلاء المهجرين والحزن عليهم والرغبة في مساعدتهم لم لا تذهب فتقاتل الذي شردهم وعذبهم وسفك دماءهم ... أليس من الأولى أن تكف يد الظالم عن ظلمه وتعاقبه على جريمته من أن تمسك المناديل لتجفف بها دموع النساء ... مَكَانُكَ لو كنت صادقا إنما هو في أرض المعركة مع المقاتلين الأبطال الثائرين المجاهدين الذين يدافعون عن العقيدة والكرامة والعرض ... وليس مع العجائز والنساء والأطفال.
قلت له : صدقتَ والله وأحسنت ... لقد فاتني ذلك كله فجزاك الله عني خير الجزاء ولن يخيب ظنك فيَّ إن شاء الله ... فسأبذل ما بوسعي لأكون في صفوف الثائرين المجاهدين الأبطال ...
حزمت أمتعتي على عجل وأسرعت الخطا لألتحق بكتائب المجاهدين على أرض البطولة والعزة أرض البسالة والشهادة أرض الشام ... كنت أدعوا الله عز وجل بإلحاح وإصرار أن يمنحني رتبة الشهداء وأن يجعلني في صفوفهم ودرجاتهم في عليين مع أكرم المرسلين.
انزويت في أحد جوانب المعسكر أراقب نجوم السماء في هدأة الليل ... وأزيز الرصاص يتسرب إلى مسامعي قادما من بعيد ينقل إلي خيال المعركة الدائرة وراء التلال المجاورة ... كنت أفكر في المعارك التي سأخوض غمارها في مقبل الأيام ... ترى هل سيرتجف قلبي وترتعد جوانحي أم سأبقى رابط الجأش ثابت الجنان ... ترى هل سأنجح في أداء واجبي في رد المعتدي وكسر شوكته وهل الإمساك بالبندقية كالإمساك بالقلم أو زجاجة الدواء .
أخبرني بعض المقاتلين هنا أنهم يخوضون معاركهم بأسلحة خفيفة يواجهون بها المدرعات الثقيلة والمدافع العاتية والطائرات الغادرة ... وأن الله تعالى كان يسدد رميهم وينجح مقاصدهم فيردوا الآلة العسكرية الغاشمة على أدبارها مدمرة محطمة أو مولية هاربة ... ترى كيف يتمكن مقاتل بسيط لايحمل سوى بندقية خفيفة فيها القليل من الطلقات من مواجهة طائرة حربية مدججة بالقنابل والسلاح تحلق بعيدا في السماء ... وكيف يتمكن من ملاحقتها وإصابتها بعينيه دون مناظير مكبرة أو أدوات مساعدة ... آه نظارتي ... أين نظارتي ... منذ زمن وأنا لا أقرأ ... يبدو أنني نسيتها أو أضعتها ... لا هاهي في الحقيبة ... الحمد لله...
في شبابي كان نظري حادا أرى الأشياء البعيدة بدقة عالية وكنت محسودا بين زملائي على ذلك ... أما اليوم وقد قاربت الستين من العمر فقد كلَّ البصر وضعف النظر وأصبحت هذه النظارة الحبيبة رفيقتي في حلِّي وترحالي تعرف كل أسراري وتقرأ كل أفكاري ... وصرت أخشى عليها أن يصيبها أذى فأفقد المعين على السير في دروب الحياة ... وأخشى منها أن تنتقم مني فتبوح بجميع أسراري إلى الناس من حولي ... باختصار فقد أضحت هذه النظارة جزءا مني ... من كياني وعالمي ... وضعتها على عيني وعدت إلى السماء ألاحق نجومها وصفاءها ورهبتها ... واهتزت كتفي بعنف ... يد قاسية شدت كتفي إلى الوراء ...
"شو في؟" من أنت؟ ...
سألت بصوت حانق...
أنا مُتْعِبْ
والنعم ...
خير ماذا تريد؟
قال : ما الذي أتى بك إلى هنا ... جئت لا تحمل سلاحا ولا ذخيرة ... والأسلحة التي لدينا بالكاد تكفينا للدفاع عن أنفسنا والذخيرة شحيحة ... قل لي هل ستقاتل بأسنانك أم بأظافرك أم بالحجارة ... ماالذي ستقدمه لنا ... وما نوع القتال الذي تحسنه ... أين تدربت ... وأي سلاح أتقنت ... وكم معركة خضت ... أم جئت لتزيد حملنا حملا ... وهمنا هما .
ثم ماهذا الذي أراه على وجهك ... يا حبيبي ... نظارة ... شمسية أم طبية ... كيف ستصوب رشاشك إلى العدو أظنك ستطلق النار على الدبابة التي تواجهك على الأرض فتصيب الطائرة التي تحوم فوقك في السماء ... بالخطأ طبعا ... انفجر الشباب حوله ضاحكين ساخرين متهكمين ...
وعندك كرش أيضا ... هل ستترك كرشك في المعسكر أم ستأخذه معك إلى المعركة ... أخبرني هل تشكو أيضا من الضغط والسكر ... يجب أن نأخذ ذلك بعين الإعتبار ونسجله في بطاقتك الصحية ونؤمن لك الأدوية اللازمة من أقرب صيدلية مناوبة ... كانت أصوات الضحك والسخرية تملأ المكان فتمزق صمت الليل الكئيب.
ياشيخ ... يا عم ... يا حبيبي ... هذه معركة ... مو لعب عيال ... نحتاج إلى شباب أقوياء أصحاء ... لا إلى شيوخ مرضى ... علينا أن نتفرغ للمعركة لا لخدمتك ورعاية صحتك ... أنت عبء علينا لا مكسب لنا.
كانت كلماته تخرج من فمه سريعة متدفقة ... مثل دموعي التي تتساقط على خدودي مخنوقة مكبوتة تكاد تبوح بأنات حزنها ... وتخشى أن يفتضح أمرها ... حين أشعل أحد الثوار عود ثقاب ليشعل سيجارة وضعها بين شفتيه ... فأضاء وجهي للحظات كانت كافية لتكشف دموعي وأحزاني ... وتفشي مشاعري وأحاسيسي .
ساد الصمت برهة ...
ياعم ... لا تزعل مني ... دموعك غالية علي ... حديثي قاس لقسوة الحياة التي نعيشها ... لم أقصد إهانتك أو جرح مشاعرك ولكن أرجو ان تقبل هذه النصيحة مني ... أعرف أنك جئت تطلب أجر الجهاد في سبيل الله فهنيئا لك نيتك الصادقة واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق" وها أنت قد أتبعت نيتك بالعمل ... ولكنك تركت ماتعرف إلى ما لاتعرف ... وقلت في نفسك أموتُ شهيدا في سبيل الله وأرتاحُ من الدنيا ومتاعبها بعد أن تخليت عن مهمتك وتركت واجبك ... واكتفيت من الغنيمة بالإياب.
قلت : وماذا أستطيع أن أقدم للثورة لأكون من جنودها وفي خدمتها ... وكي لا أكتفي من الغنيمة بالإياب.
قال : وما عندك من المعارف والعلوم والخبرات ...
قلت : لدي شهادات جامعية تقنية وعندي حصيلة وثقافة شرعية واسعة وأملك خبرات تجارية متنوعة.
قال : ياسبحان الله ... منَّ الله عليك بكل هذه المعارف والعلوم والخبرات وأنت كما تقول مُتمكنٌ فيها ثم تترك ذلك كله ... تترك واجبك ومهمتك التي هيأك الله لها لتقوم بعمل لا تصلح له ولست مدربا عليه ... يستطيع غيرك أن يؤديه أفضل منك بعشرات المرات ولا يستطيع هو أن يؤدي دورك ومهمتك.
ياأخي ... نحن نريد أن نسقط النظام ... نسقط النظام ... النظام كله ... فكيف نعيش بعد ذلك ... ألسنا بحاجة إلى نظام جديد ... نظام نظيف صالح متطور ... نراعي فيه متطلبات الشرع ومصالح الناس وحاجات العصر ... فمن يؤسس لنا هذا النظام ... نحن مشغولون بالقتال ... ولا نملك الوقت والعلم والإختصاص والخبرة اللازمة لبناء هذا النظام الجديد ... دورنا ان نتفرغ للقتال ونضع بين أيديكم وتحت أنظاركم طلباتنا ودوركم أنتم أن تسخروا علومكم ومعارفكم وخبراتكم لبناء هذا النظام ... أنتم تملكون روح الشباب وحكمة الشيوخ فلم تتركون واجبكم الشرعي والإجتماعي هاربين من مواقعكم التي وضعكم الله فيها ... ألم تقرأ في سيرته صلى الله عليه وسلم عندما جاءه نعيم بن مسعود في غزوة الأحزاب مسلما ولمَّا يعلمْ أحد بإسلامه بعد ... كيف وجهه صلى الله عليه وسلم إلى التخذيل بالخدعة بين جيوش قريش وغطفان وبني قريظة ولم يأخذه مقاتلا إلى أرض المعركة وقال له : "إنما أنت فينا رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فإن الحرب خدعة".
قلت له صدقت ... لقد فاتني ذلك كله فجزاك الله عني خير الجزاء ... لقد أهملت واجبي وتركت مهمتي ... وما فعلت ذلك عن قصد سيء ولا نية خبيثة إنما تمنيت الشهادة في سبيل الله ... فسقت خطاي في طريقها ... وأعدك أن أعود إلى كتبي وأوراقي ... أخط فيها ما يفيد الثورة من علوم وفنون ومعارف أكرمني الله بها ... لتكون لبنة صالحة في بناء الدولة الجديدة ... ويكون لي أجر المساهمة في هذه اللبنة.
جلست إلى مكتبي أحتسي فنجانا من القهوة الساخنة التي افتقدتني وافتقدتها أياما طوالا حتى كاد يغيب عني طعمها المر المميز ... وانتثرت أمامي رزمة من الأوراق البيضاء غافية في حضن شاشة الكمبيوتر التي كانت ترمقني بنظرات العتاب بعد أن هجرتها ردحا من الزمن دون أن تخط أناملي على صفحتها ما يدور في خاطري من أفكار ... وإلى جانبها اصطفت مجموعات من الكتب ذات اليمين وذات الشمال تحمل في بطونها علوما من كل صنف ولون ... وأنا أحاول جاهدا أن استخرج ما بها من كنوز وأمزجها بخبراتي ومعارفي كي أستخلص أنجع الحلول وأرقى الأساليب وأفضل الخطط الشرعية والعلمية أضعها في خدمة الثورة والمجاهدين والدولة الجديدة.
لم أدر كم مر من الساعات وأنا أنثر خواطري وأفكاري لتحتضنها تلك الصفحات البيضاء الناعمة فتضمها بين سطورها كما تضم الأم وليدها إلى صدرها ... فيحاول جاهدا بما أوتي من قوة ضعيفة التملص من حنانها ورقتها ...
سقط القلم من يدي ... حين طرقت كتفي يد غاضبة ... شدتني بعنف
من؟
أنا مُتْعِبْ
ماذا تريد؟
قال : أما كفاك فلسفة وتنظيرا و(......) ... أتظن الثورة بحاجة إلى هذه النظريات الطويلة العريضة التي كتبت ... يا ضَياع الحبر والورق والعمر الذي أهدرته في كلام فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع ... يا حبيبي ... الثوار يعرفون طريقهم جيدا وليسوا بحاجة لنصائحك وفلسفتك ونظرياتك وخططك ... لم لا تترك هذا الهذر وهذه السفسطة والهرطقة وتجلس بدلا منها على سجادة الصلاة وقد كسا البياض رأسك لتصلي ركعتين وترفع يديك إلى السماء طالبا النصر والفرج من عند الله ... ألا تعلم أن النصر من عند الله لا من عندك ولا من عند نظرياتك وفلسفتك ... أم أنك منَّيت نفسك أن تحسب من المجاهدين العاملين مقابل هذه التخاريف التي كتبت ... واكتفيتَ من الغنيمة بالإياب ... ألا تستحي من شيبتك ... ألم تقرأ .... لم لا .... ألا تعرف ...
................................................................
ملاحظة : لم يتحرك صاحب القصة هذه المرة من مكانه ولم ينبس ببنت شفة ولم يجب مُتْعِباً بشيء ولكنه ترك رسالة موجهة إليه وإلى أشباهه من الـ..... وقد قرر أن يكتفي من الغنيمة بالإياب ... وكان آخر ما خطه على صفحات أوراقه المبعثرة :
"الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّـهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ ﴿٧٩﴾" التوبة صدق الله العظيم