مُفَاجَـآتُ.. الْأَسْنَانْ

محسن عبد المعطي عبد ربه

 [email protected]

اِسْـتَـيْـقَظَ الْأَبُ مِنْ نَوْمِهِ ,عَلَى صَوْتٍ يُـنَهْنِهُ وَيَتَوَجَّعُ وَيَتَـأَلَّمُ ,فَـأَخَذَ يَبْحَثُ فِي الشَّقَّةِ عَنْ مَصْدَرِ الصَّوْتِ ,وَقَالَ:  00 (مُحَمَّدُ يَا مُحْسِنُ) ,وَلَكِنَّ (مُحَمَّداً) كَانَ مُسْـتَغْرِقاً فِي النَّوْمِ ,نَظَرَ الْأَبُ فِي النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى فَوَجَدَ (صَـبَـاحْ) تَـتَـوَجَّـعُ وَتَـتـَـأَلَّمُ مِنْ ضِرْسِهَا ,اِقْـتَرَبَ مِنْهَا وَقَالَ:مَالَكِ يَا ابْـنَتِي؟! قَالَتْ: أَسْـنَانِي تُؤْلِمُنِي ,قَالَ الْأَبُ رُبَّمَا يَكُونُ الْأَلَمُ مِنَ اللِّـثَةِ ,قُومِي وَخُذِي بَعْضاً مِنْ مَعْجُونِي فَهُوَ خَاصٌّ بِمَنْ يَشْكُو آلاَمَ اللِّـثَةِ , قَالَتْ(صَـبَـاحْ):أُرِيدُ فُرْشَاتِي ,وَلَكِنَّهَا بَحَثَتْ عَنِ الْفُرْشَاةِ فَلَمْ تَجِدْ لَهَا أَثَراً ,وَجَدَ أَبُوهَا فُرْشَاةً لَمْ تُسْـتَعْمَلْ مِنْ قَـبْـلُ وَعَرَضَهَا عَلَيْهَا وَلَكِنَّ (صَـبَـاحْ) رَفَضَتْ وَصَمَّمَتْ أَنْ تَجِدَ فُرْشَاتِهَا دُونَ جَدْوَى ,وَهِيَ تَبْكي , قَالَتْ لَهَا أُمُّهَا :خُذِي (حَـبَّـةَ كُتُوفَانْ) تُسَكِّنُ الْأَلَمَ , وَلَكِنَّ (صَـبَـاحْ) عَارَضَتْ ذَلِكَ وَقَالَتْ :وَبَعْدَ فَـتْـرَةٍ يَعُودُ الْأَلَمُ! كَانَتْ أُمُّ  (صَـبَـاحْ) نَائِمَةً فَنَادَتْ (صَـبَـاحْ) قَائِلَةً :خُذِي بَعْضَ الْمَعْجُونِ وَادْهِنِي بِهِ اللِّـثَةَ فَرُبَّمَا يَذْهَبُ الْأَلَمُ ,رَحَّبَتْ (صَـبَـاحُ) بِالْفِكْـرَةِ ,وَلَكِنَّ الْأَلَمَ لَمْ يُغَادِرْ أَسْـنَانَهَا ,فَقَالَ لَهَا أَبُوهَا :عِنْدَكِ اللَّحْمُ فِي الثَّلاَّجَةِ ,كُلِي أَوَّلاً ثُمَّ خُذِي الْمُسَكِّنَ,كَانَتِ السَّاعَةُ الثَّانِيَةَ لَيْلاً ,وَفِي الْـيَوْمِ التَّالِي كَانَتْ (صَـبَـاحُ) تَضَعُ يَدَهَا عَلَى صِدْغِهَا مِنَ الْأَلَمِ , فَقَالَ لَهَا أَبُوهَا مَازِحاً: فِي اللَّـيْلِ تَذْهَبِينَ (لِلدُّكْـتُورِ/وَائِلْ شُوشَةْ) طَبِيبِ الْأَسْـنَانِ ,يَحْشُو لَكِ ضِرْسَ الْأَوْجَاعِ الَّذِي يُسَبِّبُ الصُّدَاعَ (الْفُلُوسُ) لَيْسَتْ مُهِمَّةً ,اَلْمُهِمُّ سَلاَمَتُكِ, قَالَتْ (صَـبَـاحُ) :حَرَامٌ عَلَيْكَ وَاللَّهِ , قَالَ أَبُوهَا:هَذَا يُعَلِّمُكِ أَلاَّ تُهْمِلِي الْفُرْشَاةَ وَالْمَعْجُونَ حَـتَّى تَسْـلَمِي مِنْ مُفَاجَـآتُ00الْأَسْنَانِ وَتُحِسِّي بِالْأَمَانِ.