قصص قصيرة جداً

زينب الخالدي

قدر

 حبات ماسية تناثرت فوق جبهته الكستنائية.. قسمات وجهه لفحتها سياط لهيب الشمس القائظة ، وارتسمت عليها تضاريس الحياة ،وبكفه التي نحت الزمن عليها تجاعيده، يمسك بالعالم ...نظرة صقرية تتفحص المكان ، تمشطه جيئة وذهابا ً بحثأ عن يد تمتد منادية إياه.. فكره شارد حالم بغد قد يكون أقل شقاء وإيلاما....

  فلقمة عيشه مغموسة بالدم ...مجبولة بالقهـر...لايقطع شرودَه إلا صراخ ُ أحدهم :

- هيه أسرع، فالإشارة ستفتح .

 يهرول ليزرع في اليد الخبر.. لكن قدره يسبقه ... وفي لمح البصر يطيرليصبح هوالخبر وتطير أحلامه كما الأوراق وتتساقط لتتحطم على صخورالحياة القاسية

 وتتحول إلى أشلاء متناثرة تناثرالدماءفوق بالأسى الحبرالمكتحل ، لتكتمل حكاية القدر، ويكتمل الخبر .     

انتقام

انفض العزاء... فخلعت ثوب الحداد ..وانكفأت على دفتر مذكراتها لتكتب الصفحة الأخيرة

- كنت طفلة صغيرة قليلة الخبرة والتجارب .. غزوت قلبي بسهام نظراتك .. اغتلت براءتي ..واستبحت طفولتي وعلي عقدت قرانك ....كنت دجاجتك التي تبيض لك ذهباً... جعلت من جسدي مائدة شهية لأصدقائك

.. قتلتني في كل يوم  ألف مرة... واليوم قتلتك لأنتهي من عذابك... وبُشراك بشراك قد أفلتُ من عقابك .

اختباء

فعل كل ما يريد ،لم ينته عن فعل شيء ما في الحياة ، عاش الحياة بطولها وعرضها ضارباً بالقيم والدين والمبادئ والأخلاق عرض الحائط  فالغاية عنده تبرر الوسيلة ، كان يملك سلاحاً لايبارى ... لسانه ..

كان يظن أنه يستطيع أن يخدع الجميع، ولا يمكن لأحد أن يكشف زيفه وقناعه ....

ولكن فاته أنه كان يختفي وراء إصبعه ...