فلم أباحي

فلم أباحي

حيدر الحدراوي

اشترى جهاز فيديو , وذهب الى السوق , يبحث عن فلم اباحي , وبعد عناء , وتكتم شديد , حصل على واحد بثمن باهض , عاد الى البيت خائفا , مرعوبا , يخشى الشرطة , ان يفتشوه , ويعثروا على الفلم , و يخشى ان يعثر عليه ابيه او احد افراد عائلته .

دخل الغرفة , وحاول تشغيل جهاز الفيديو , لكن لم تتفق اسلاك توصيل جهاز الفيديو مع التلفاز , فعاد الى السوق , واشترى الاسلاك المناسبة .

واصل الاسلاك , في غضون ذلك فكر ان يغلق باب الغرفة من الداخل , كي لا يدخل عليه احد من افراد العائلة بشكل مفاجأ , فأكتشف ان مصراع الباب معطل , فعاد الى السوق , واشترى مصراعا جديدا .

خلع مصراع الباب القديم , ووضع المصراع الجديد محله , اغلق الباب من الداخل بشكل جيد , ثم ادار النظر في الغرفة , فلاحظ ان بعض زجاج الشباك قد تهشم , فأحضر ورق مقوى , واغلقه بأحكام ! .

ثم اجال نظره في الغرفة من جديد , لم يلحظ شيء , لكنه شعر بالحرّ الشديد , وبدأ جسده يتصبب عرقا , فنظر الى المروحة السقفية , فتذكر انها معطلة , احضر سلما , انزلها , وذهب بها الى ورشة الصيانة والتصليح , وبعد انتظار طويل , تم اصلاحها كما يجب ان ينبغي , عاد بها الى البيت , ووضعها في مكانها المناسب .

ضغط الزر , وبدأت المروحة بالدوران , وضع الفلم في جهاز الفيديو , وحدق في جهاز التلفاز , لكن التيار الكهربائي انقطع , لقد تعطل محول الكهرباء في الشارع بسبب الحرارة , وبعد نصف ساعة , وصل رجال الصيانة , وشرعوا بعملهم , بينما اكتفى بالنظر اليهم , ثم ذهب واستلقى في الغرفة , يحلم بما سيرى في ذلك الفلم .

منذ صبيحة ذلك اليوم , لم يتناول شيئا , ولا حتى قدح ماء , شغله الفلم عن الطعام و الشراب , واخذ كل تفكيره .

فجأة , عاد التيار الكهرباء , فنهض بشكل سريع , ضغط زر تشغيل الفيديو , وحدق في جهاز التلفاز , بدأ قلبه بالخفقان , بين الخوف من العائلة , وبين حب الاستطلاع , ما ان شاهد تلك الفتاة تخلع ملابسها , شعر ان قلبه يقفز من مكانه , وعلى حين غرة , اصابته نوبة قلبية ( جلطة سكتية ) , فمات ! .

ليته صبر لهذا اليوم , فتشبع من النظر ,  في تلك السموم , حيث لا شرطي يحاسب , ولا اب يراقب , ولا يوم كيوم يمر , حجب الشمس ظل الغيوم ! .