علاء والأرنب الصغير
علاء والأرنب الصغير
رضا سالم الصامت
في القديم يا أطفال ياصغار، كان هناك أرنب صغير محبوب ،يعيش مع أمه أرنوبة و أبيه أرنوب في سعادة لا توصف بضيعة جميلة كلها اخضرار من كثرة الأعشاب و الأشجار.
و كان صاحب الضيعة ، يحب الحيونات كثيرا و يعتني بتربيتهم و يخصص لهم من وقته .
ذات يوم ، جاء رجل لصاحب الضيعة ،يريد شراء أرنب يلعب مع ابنه علاء، و عندما رآه الأرنب الصغير انزعج من وجود هذا الرجل الغريب بضيعتهم و سمع ما دار من حديث بينه و بين صاحب الضيعة ، فالرجل يريد شراء أرنب .
فقال الأرنب الصغير: إن هذا الرجل يريد بنا شرا ، فتملكه الذعر والخوف و قال : يا لحظنا التعيس ... سوف يفرق بيني و بين أمي و أبي و يسبب في إبعادنا، عن بعضنا البعض ، كم هو قاسي القلب ؟.
اتفق الرجل مع صاحب الضيعة و سمع الأرنب الصغير ما يقوله صاحب الضيعة: هيا اختر واحدا منهم ؟
فماذا لو اختار أمي الأرنوبة و ماذا لو اختار أبي الأرنوب ؟ أتمنى أن يختارني أنا ؟ قال : الأرنب الصغير
حاولت الأرانب الاختباء ، لكنها لم تفلح ، فقد أمسكت يد البائع بالأرنب الصغير
رغم تصدي الأرنوب و الأرنوبة و محاولة الأرنب الصغير الافلات من قبضة البائع صاحب الضيعة ، لكن كل المحاولات منيت بالفشل .
تسلم الرجل الأرنب الصغير و سلم البائع بضعة دنانير و اخذ يربط قدميه حتى لا يقدر على التحرك و هو ما حز في نفسه و جعله يتألم كثيرا على فراق أبويه .
ودعهما و هو يبكي و حزن الأرنوب و الأرنوبة على فراق فلذة كبدهما
سلك الرجل الطريق في اتجاه منزله و هو فرح ، لكن الأرنب الصغير كان يفكر في حاله و كيف سيكون مصيره ؟ و كانت نظراته شاردة في اتجاه الضيعة التي عاش فيها و ترعرع الى أن غابت عن أنظاره و ابتعدت .
فور وصول الرجل ، وضع الأرنب الصغير في قفص ضيق و جلب له جزرا، لكن و من شدة الحزن و الألم لم يأكل و لم يلتفت اليه و بقي في القفص لا يتحرك
فبعد أن كان يعيش في حرية ،حرا طلقا يجري و يقفز يلهو و يمرح، أصبح يعيش محبوسا لا يحلو له شيئا..
جاء الرجل بابنه علاء ليعتني بالأرنب الصغير و أصبح علاء رفيقه و صار يحبه كثيرا و لا يفارقه الا عند النوم ، فتكونت بينهما علاقة حميمية و اصبح الأرنب يأكل الجزر و يشرب ماء و يتحرك يمنة و يسرة في قفصه.
تحسن الحال ،و لكن لم يدم طويلا ففي يوم من الأيام تغير الحال حين جاء والد علاء و بيده السكين ..يريد ذبح الأرنب الصغير فغضب الطفل علاء و دافع عن الأرنب المسكين و قال لوالده: أرجوك يا أبي لا تؤذي صديقي
سمع الأرنب ما دار بين علاء و أبيه ، فعرف أن الرجل يريد به شرا وأحس أن حياته في خطر و حاول الفرار ، لكنه لم يفلح .
جاء علاء لصديقه الأرنب و قال له : لا تخف يا صديقي ، ان الله معنا
قال الأرنب : كيف لا أخاف و والدك يريد ذبحي بسكين
رد عليه علاء قائلا : لا تجزع فان الله مع الصابرين ، فاصبر أيها الأرنب
تألم الطفل كثيرا وفكر قليلا ثم قال للأرنب:
سأخرجك من هذا القفص لتنجو بحيا تك
رد عليه الأرنب : انت نعم الصديق المخلص الوفي ... شكرا
فتح الطفل باب القفص و ترك صديقه الأرنب الصغير يخرج ليرتع في الحديقة وهو في غمرة الفرح و الحبور .
و بينما هما يمرحان ، جاء فجأة والد علاء و أخذ يراقب المشهد من بعيد فسر كثيرا و عدل عن فكرة ذبح الأرنب و قرر عدم إيذائه...
و أصبح الأرنب يعيش حرا طليقا يلعب و يمرح بحديقة المنزل مع صديقه علاء دون أي خوف يهدد حياته.
و مرت الأيام و كبر الأرنب الصغير و اصبح يصطحبه علاء في زيارة ليرى أبويه بالضيعة الجميلة.
أما الرجل فقد كان سعيدا جدا بابنه و هو يلهو و يلعب مع صديقه الأرنب .
و هكذا تنتهي قصتنا يا أطفال ، و هي قصة ذات مغزى و قيم كلها وفاء ، فما في أجمل أن نكون أوفياء و مخلصين للآخرين في حياتنا.