الكلب ميران و الحمامة ويزة
الكلب ميران و الحمامة ويزة
قصة أطفال
رضا سالم الصامت
في يوم من أيام الصيف كان الكلب ميران نائما تحت جذع شجرة ، و إذا بثعبان ضخم يأتي خلسة ليهاجم الكلب و يأكله ، لكن الحمامة ويزة كانت فوق الشجرة تراقب تصرف الثعبان محروت و فهمت أنه يريد أن يغدر بالكلب ميران و يلدغه فحطت الحمامة فجأة على وجه الكلب ،فاستيقظ مذعورا و أخذ يجري ورائها و هو غاضب : هب هب هب ، يا لك من حمامة غير مؤدبة ، كيف تسمحين لنفسك بأن تقلقي راحتي ؟
ردت عليه الحمامة ويزة : لم أقلق راحتك أيها الكلب ميران ، و إنما أنقذت حياتك من موت محقق ....
اندهش الكلب من كلام الحمامة و قال لها : عن أي موت تتحدثين ؟
قالت : انظر إلى الخلف ألم ترى الثعبان محروت ؟
قال : صحيح انه الثعبان محروت
ردت عليه الحمامة قائلة : يا الاهي ، كان ينوي القضاء على حياتك و لذلك اضطررت أن اقلق راحتك حتى تفر من المكان .
فهم الكلب ميران أن الحمامة فعلا أنقذت حياته و قال لها : أنا آسف لقد ظننت أنك أقلقت راحتي فاطلب المعذرة و إني أشكرك كثيرا أيتها المخلصة الوفية .
طارت الحمامة بعيدا و إذا بصياد على كتفه بندقية يلف المكان .
فهم الكلب ميران أن هذا الصياد يريد تصويب بندقيته لقتل الحمامة ويزة فتملكه الذعر و أخذ يبحث عنها إلى أن وجدها و نبهها قائلا:
أيتها الحمامة ويزة : انتبهي لنفسك فهناك صياد يحمل بندقية يريد بك شرا ؟
خافت الحمامة من كلام الكلب ميران و ارتعد جسمها ثم
نظرت و هي في أعلى الشجرة فرأت الصياد مقبلا نحوها فقالت للكلب ميران :
اسمع أيها الكلب حاول أن تلهي هذا الصياد ، حتى أتمكن من الفرار
فقال لها الكلب : حسنا ، سأحول وجهته ، خاصة و أن الصياد يتبعني ، و في الأثناء عليك بمغادرة المكان فورا...
أسرع الكلب للصياد و أخذ طريقا آخر غير الطريق الذي توجد به الحمامة و بدأ يستعمل حاسة الشم فاتبعه الصياد معتقدا إن الكلب سيوصله إلى مبتغاه .
فهمت الحمامة من كلام الكلب ميران أن حياتها في خطر فغادرت المكان و تركت الصياد يبحث دون جدوى...
و بعد سويعات عرف الكلب ميران أن صديقته الحمامة ويزة قد غادرت المكان فاطمئن قلبه عليها و هي في أمان ، لكن الصياد قفل راجعا من حيث أتى لأنه لم يجد الحمامة و غادر الغابة حزينا كئيبا .
هكذا يا أصدقائي الصغار تنتهي القصة والتي نأخذ منها عبرة فمن عمل خيرا لا ينتهي ، خاصة و أن الحياة ليست لعبة سهلة و إنها محفوفة بالمخاطر مثل الحمامة التي أنقذت الكلب من موت محقق لثعبان و الكلب الذي أنقذ صديقته الحمامة من موت كان يترصدها من صياد يحمل بندقية .