نهار محايد وأسئلة بريئة
نهار محايد وأسئلة بريئة
الاثنين 14 أيار :
نهار محايد وأسئلة بريئة بقلم: ابراهيم جوهر- القدس
قرأت حيادا حقيقيا في بدايات هذا النهار . نهار محايد ينبئ طقسه بالحياد ، والخمول ، والحزن .
حزن في الصباح ؟! أقول لنفسي الحزينة ، وأجيب : نعم ، هو الحياد الحزين .
أمس أعلن صديقي الكاتب ( محمد خليل عليان ) إضرابه عن الكلام والكتابة .
قلت له : عن الكلام ، لا بأس ، أما الكتابة فلا ...لأنها رئتنا ورسالتنا وحياتنا النقية التي نلوّنها كما نشاء .
هناك من أضرب عن الطعام متوحّدا مع المختطفين المضربين ...هل يشملهم الاتفاق ؟!
الاتفاق الذي وقّع هذا المساء في معتقل عسقلان حقق بعض المطالب الأساسية ، ولوى عنق السجان . لكن لا أنسى بأن ( البيت ) عاد كما كان ، ونحن نقول : الحمد لله ، الآن أفضل ، أفضل بكثير ...بعدما أخرجنا البقرة ، والعنزة ، والحمار ، والكلب ‘ عاد البيت يتسع لنا ، فيحق لنا أن نتنفس الصعداء ، فالحمد لله ، الآن أفضل بكثير...
( طلب الحاخام من أحدهم أن يدخل ما لديه من حيوانات وطيور إلى داخل البيت ، وهو الذي جاءه شاكيا ضيقه ...ثم طلب منه أن يخرج كل أسبوع نوعا من المدخلات التي أدخلها ...حتى عاد البيت كما كان أساسا بلا حيوانات . نسي الرجل المسكين مطلبه بتوسيع المنزل ورضي بالحال القائم ، وشكر الله على نعمة الهدوء وسعة المكان الذي لم يكن قد اكتشفه سابقا !!!! )
الحمد لله ، إذا ...لكن السؤال : لماذا يجب أن يكون هؤلاء المناضلون في المعتقل أساسا ؟؟
الحمد لله ....
( ما تبقى لكم ) .
توقفت في هذا النهار المحايد عند العنوان ( ما تبقى لكم ) ؛ يقرأ العنوان بمعنيين اثنين وفهمين اثنين ؛
لم يتبق لكم شيء ،
و : الذي تبقى لكم هذا هو .
محايدا كان هذا النهار ؛ شمس ، وحرارة ، وهواء ، ومطر ، وإضراب ، واتفاق ، و....
يوم قبل ( يوم النكبة ) .
النهار محايد ، نقل حياده ولا مبالاته إلى عدد من معارفي ؛ فلا النهار يعنيهم ، ولا الروزنامة تسعفهم . مشغولون بإدخال الحيوانات إلى الغرفة ....ليقولوا بعدها : الحمد لله ، الآن أفضل ، أفضل بكثير .
عضّ الأصابع ...لعبة الحياة .