في مقهى الشابندر 1

د. عمر عبد العزيز العاني

في مقهى الشابندر

ومض ذكريات ولمح صور

(1)

د. عمر عبد العزيز العاني

[email protected]

اجتاز سوق السراي حيث المكتبات والكتب ، في نهاية السوق واجهته مقهى الشابندر.. في الصف الثاني من المقاعد الخشبية .. هناك محا آخر حروف القصيدة الأولى، وكتب أول حروف القصيدة الثانية.. وشرب شاي العصر بملح الدموع. ومرّ آخرون

*** = ***

عرفته ونظارته السوداء جزء لا ينفصل عنه، وربما هناك كتب معارك الزهاوي الأدبية والفكرية ، افتقدته يومًا فقيل ودّعنا، رحم الله الأديب عبد الرزاق الهلالي

*** = ***

حفظ قصيدة ( توبة ) للشاعر نعمان ماهر الكنعاني، بعد عشرين سنة حضر محاضرة للشاعر فقرأها عليه. بكى الشاعر .. فهناك من يحفظ قصائده

*** = ***

علمني كيف أشرب منقوع عرق السوس بطاسة نحاسية، ويحلف لي أنه سوس بات تحت (الحبّانة) .. يقنعني أنه مشروب شعراء الواحدة

*** = ***

كان يطلب مني الدرهم ليقضي للمعرّي أمنيته الأولى بعد الألف، بعد شهر أعاد الدرهم محمولا بسلام ( رسالة الغفران )

*** = ***

كنت أراه يقضي صباحه حتى الظهيرة (يبربق) بماء الأركيلة، وبجنبه كتاب تدهور الحضارة الغربية للفيلسوف اشبنغلر ، لم يفتحه ولو لمرة واحدة

*** = ***

 كتب تأملاته على كتاب ( الرصافي في أوجِهِ وحضيضه )، وقدّمها للمؤلف بسلة من العنب الأسود، كانت ظهيرة ماتعة بنكهة بغداد

*** = ***

تفاجئك الوجوه الداخلة.. تتهامس الأصوات.. تتطلّع إلى معرفة هذه الوجوه.. فالمقهى ملتقى للملأ الثقافي .. لعل ذلك عنوان جمالها

*** = ***

ربما لفتت زاويتنا أنظار الجالسين .. القهقهات أربكت الرتابة المملة .. كانت الأمثال البغدادية كالأحجية التي تكشفها الأطروفة

*** = ***

لا يطيب الشاي إلا مع كتاب نشوار المحاضرة .. ولا شاي الليمون إلا مع مجالس ثعلب .. أما رشيد القندرجي: ففي ترحاله الأجل