عمران و الكلب الوفي ....

عمران و الكلب الوفي ....

رضا سالم الصامت

يحكى في قديم  الزمان أن هناك رجل فقير اسمه  عمران،  وجد كلبا تائها مرميا تحت جذع شجرة يئن من شدة الألم الذي لحق به أثناء تعرضه لحادثة ، فرق قلبه لهذا الكلب و أخذه  إلى بيته  ليعتني به و يضمد جراحه  و لم يرض أن يتركه حتى يموت .

 دخل عمران  بيته ، وقال لزوجته مبروكة  : احضري لي وعاء من الماء الساخن و دواء أضمد به جراح هذا الكلب المسكين  الذي هو بحاجة إلى عناية  و معاملة جيدة  حتى يسترد عافيته .

قامت مبروكة زوجة هذا الرجل الطيب ، بإحضار ما طلب منها وبعد لحظات  بدأ ينظف جرحه العميق والكلب يئن من شدة الألم  .

كانت زوجته خائفة من ردة فعل الكلب  فقالت لزوجها : انتبه لنفسك فقد يؤذيك  ؟

 قال : لا تخافي ،  انه يفهم أنني  بصدد مداواته ، فالحيوانات تحس مثلنا نحن البشر  .

كان عمران يراقب الكلب فور الانتهاء من مداواته، و تركه يأخذ قسطا من الراحة ثم نادى على زوجته مبروكة بان تحضري له طعاما، لكن مبروكة ردت على زوجها عمران بأن ليس لديها طعاما... و الكلب لا يأكل ما نأكله ، و قد تعودنا أن نتعشى خبزا و زيتا  و زيتونا .

حينها ، فكر عمران في الذهاب إلى قفص الدجاج ليأخذ دجاجة و يذبحها و تطبخ مبروكة  لحمها و يعطي منه طعاما للكلب ....

فقالت له زوجته : لدينا في القفص دجاجتان و ديك واحد ، و من الدجاجتين واحدة فقط  تضع بيضا ، فكيف ستعرف من الدجاجتين التي لا تبيض  حتى تذبحها و تجعل من لحمها  طعاما للكلب ؟

فقال لها : لا يهم الآن ، المهم إطعام هذا الكلب المسكين  و إنقاذه  من الجوع الذي فتك به .

فتح باب القفص و اخذ الدجاجة الأولى التي اعترضنه ، و ذبحها و قطع لحمها ثم قدمها لزوجته مبروكة لتطبخها

و بعد برهة من الزمن ، حضر الطعام  و قدمه لهذا الكلب الجريح ، فأكل بنهم حتى شبع ثم نام .

ظل عمران  يفعل هذا يوميا ، حتى شعر بأن الكلب بدأ يسترجع قواه و قد شفيّ تماما ، وبدأ جسمه يقوى ، وعادت إليه صحته .

كان عمران سعيدا بما قدمه من خدمة إنسانية لهذا الحيوان الذي لم يؤذ أحدا ولا يستطيع أن يتكلم..

مرت الأيام و تحسنت حالته ، و أصبح حارسا ممتازا و صديقا و فيا لعمران  و زوجته مبروكة 

ذات يوم انطلقت من قفص الدجاج أصوات مخيفة ، مرعبة   قد أفزعت مبروكة و عمران و أخذ الكلب ينبح بصوت عال ، و فجأة شاهد عمران كلبه الأمين  و هو يهجم على ثعلب أراد أكل ما تبقى في القفص من دجاجة واحدة  تبيض له البيض و ديك ، فنشبت بينهما معركة حامية الوطيس ، جعلت الثعلب  يلوذ بالفرار دون أن يلحق أي أذي بالدجاجة و الديك .

 وظل الكلب الوفي يلاحق الثعلب اللعين ، حتى غاب عن الأنظار.

 تذكر عمران ما فعله مع الكلب ،  وهاهو اليوم يرد الجميل..

أما الكلب فبقي يتأمل  القفص  و ينظر إلى الدجاجة و الديك  ، فوجدهما في حالة حسنة  و اطمئن عليهما .

و هكذا تنتهي القصة يا صغار و فيها عبرة ، لمن صنع خيرا فإن ذلك لن يضيع ...