كربخان الطماع حارس قصر الملك زهوان

كربخان الطماع حارس قصر الملك زهوان

رضا سالم الصامت

في قديم الزمان كان هناك ملك اسمه " زهوان "  شجاع و ذكي ، لا يأكل غير السمك  و في إحدى السنوات العجاف  و قلة الأمطار نشف النهر و لم يعد به ماء ولا أسماك ، فجاءته فكرة تقديم مكافأة لمن يجلب له سمكة إلى قصره .

انتشر خبر المكافأة في أرجاء البلد ، فسمع رجل اسمه " رجبان " و قرر الذهاب إلى القصر و معه سمكة ليقدمها إلى الملك زهوان  و ينال المكافأة .

وصل  رجبان إلى باب القصر  ، فاعترضه حارس القصر  و قال له : إلى أين أنت ذاهب ؟

رد عليه : أريد مقابلة حضرة الملك زهوان

قال الحارس : ولكن ما سبب هذه المقابلة مع جلالة الملك ؟

قال : لدي سمكة أريد أن أعطيها لجلالته

فهم  الحارس  أن وراء هذه السمكة مكافأة ، فاشتد به الطمع ، و أراد أن يسلبها منه  ...

فكر قليلا ثم قال له و هو يبتسم : لا عليك ، يمكنك تسليمها لي و سوف  أعطيها نيابة عنك لحضرة الملك

رد عليه رجبان مستغربا :  لا أريد أن أتعبك معي ، فأنا قادر على تسليمها لجلالة الملك بنفسي

غضب الحارس  و صاح في وجهه قائلا : أنت  لا تثق بي !

رد عليه رجبان ببرودة دم : عفوا  أيها الحارس  ، لم أقصد ذلك ، ولكن أفضل أن أعطي السمكة لجلالة الملك زهوان بنفسي

قال الحارس : و هل  تقبل  بيعها لي ؟

رد عليه رجبان : هي ليست للبيع ، و إنما هي هدية لحضرة الملك

قال الحارس : حسن و هل نتفق ؟

قال رجبان : عن ماذا ؟

قال الحارس: اسمح لك بالدخول إلى القصر و مقابلة الملك ، بشرط أن نتقاسم المكافأة بالنصف

رد عليه رجبان : اتفقنا ... اسمح لي بالدخول ، و عندما أتسلم المكافأة ، نصفها الثاني سيكون لك قبل أن أغادر القصر .

قال الحارس: إياك أن تخدعني ... فأنت وعدتني بنصف المكافأة .

تقدم الحارس نحو باب القصر و فتحه ...و مر الرجل رجبان  بضعة أمتار ، ثم التفت للحارس و قال له :

هل تعرفني باسمك الكريم ؟

قال : أنا حارس قصر الملك زهوان و اسمي "  كربخان "

رد عليه رجبان قائلا : عاشت الأسماء  ... تشرفت بمعرفتك يا كربخان!

دخل رجبان القصر و استقبل من طرف حاشية الملك زهوان .

و عندما بلغ الملك خبر وصول الرجل  بالسمكة أمر الحاجب   بإدخاله ...

دخل الرجل و سلم على الملك ، ثم انحنى احتراما  لجلالته و قدم له السمكة

ضحك الملك زهوان  و نظر في السمكة .

 ثم قال له : أحسنت ، إنها سمكة جميلة ، ما اسمك يا رجل ؟

 قال:  اسمي رجبان

قال الملك : الآن سأسلمك المكافأة  بأكملها ...

لكن  رجبان  قال  :  أيها الملك ، سلمني فقط نصفها

فقال له الملك : لماذا ؟

قال رجبان : لأني و عدت حارس باب القصر كربخان بالنصف الثاني مقابل  دخولي إلى قصرك

تعجب الملك من كلام الرجل رجبان و استغرب و قال : حسن سأسلمك نصف المكافأة نقدا ،و لكن بشرط ستجلد عشرون جلدة  و النصف الثاني سيكون عشرون جلدة لحارس القصر كربخان  لأنه أظهر جشعه و طمعه ....

أمر الملك حاجبه بجلب الجلاد ، و بعد برهة من الزمن  وصل الجلاد  و قال للملك : سمعا و طاعة يا مولاي

رد عليه الملك زهوان و هو يضحك :

أيها الجلاد عليك بهذا الرجل ، اجلده عشرين جلدة  ...

طرح الجلاد رجبان على الأرض و أخد في جلده ... و في خارج القصر سمع الحارس كربخان صراخ الرجل رجبان .. فانتابه خوف  شديد و بينما هو يفكر في ما جرى للرجل  جاءه  الحاجب  بطلب من الملك زهوان ... قائلا له : هيا جاء دورك ايها الحارس لتأخذ النصف الثاني من المكافأة !

وصل كربخان إلى القاعة فوجد الرجل رجبان و هو  يتألم و يئن من شدة الضرب، ثم  نظر نحوه و سأله : ماذا جرى ؟

رد عليه رجبان قائلا : أخذت نصف مكافأتي  و الآن ستنال النصف الثاني من المكافأة !

تقدم الملك  زهوان و هو يضحك و قال :

أيها الجلاد عليك بهذا الحارس الطماع  ، اجلده عشرين جلدة  ...

طرح الجلاد  الحارس كربخان على الأرض و أخد في جلده و هو يصيح من شدة الألم ... ارحمني أيها الملك و أعفو عني  ،، إني تبت فالطمع أعمى بصيرتي ...

و هكذا يا اصدقائي الصغار ، الانسان الطماع يقع  نتيجة هذا المرض في الفخ  و كل طماع  جزاؤه يكون كجزاء حارس القصر كربخان .