أسلحة بيضاء

إدريس فضوالي - الرباط

[email protected]

الساعة الواحدة إلا ربع، في هذا الوقت المحدد يكون الزوج قد أخد مكانه أمام التلفاز، هو من هواة الاستماع إلى مصائب العالم، و كذلك لا يحب أن تفوته أخبار الظهيرة على القناة المغربية الثانية.

الزوجة متعبة في تحضير وجبة الغداء .. تظهر و تختفي أمامه ، تسأله هل بإمكانها تقديم السلاطة .

لا يكلمها ...

ترد على صمته بصرخة عالية : كلمني ، انأ أكره من يهملني ...

ببطء و دون أن يحدث أي ردة فعل ، غير ملابسه و لما انتهى دخل و تمدد أمام جهاز التلفاز محاولا إيجاد مكان لرجليه الطويلتين بغرفة الجلوس الضيقة التي تحولها زوجه إلى مطبخ في كل صباح ، فجأة قفز من مكانه محدقا و مصغيا لخبر نجاح عملية جراحية لفريق طبي مغربي أعاد لشاب مغربي عضوه التناسلي بعد أن تعرض للبثر من قبل زوجته ...

صمت برهة و ضحك في وجه زوجته كالمنتصر و هتف  ..إنها نجحت، إنها نجحت ، كانت ستهمله هي الأخرى .لكن لما رأت قهقهاته تتصاعد رمت بالفرام الكهربائي أمامه ....ليست امرأة حرة ...لو كنت مثلها لقمت بفرمه بعد قطعه..

لم ينطق ولو بكلمة، وفكر مليا في خطورة ذلك المطبخ المؤثث بأنواع الأسلحة البيضاء.