المظاهرة البيضاء

خليل قطاطو

اصدرت اللجنة العليا لتنسيقيا ت الثورة بيانا عاجلا بدعوة جميع الشهداء للتظاهر في جمعة ارعاب النظام في ساحة الحميدية. قال شبيح لزميله: ترى كيف سيتسنى لنا قتل الموتى؟ اجابه  ،سنسال احد الرفاق .في اليوم الموعود امتلات الساحة بالشباب والاطفال والنساء والطاعنين في السن.اقيل مدير امن العاصمة لانه لم يسد المنافذ الى الساحة،اقسم الرجل انه زرع في كل ركن شبيح وشرطي وجندي،لم يصدقه احد،اعدمه احد الزملاء الرفاق،اما رفيق طغولته فقد تلى متاثرا  بيان نعيه واستشهاده على ايدي العصابات الارهلبية المسلحة .

بدا الشهداء يهتفون "الموت ولا المذلة، النصر او الشهادة، احنا ما بنخاف الموت،..........." بدا الرفاق الشبيحة باللباس المدني وحماة الديار بالقنص مختبئين خلف السيارات  ومن على اسطح المحاكم ، ولم يسقط احد........لا قتيل ولا جريح. يقول شاهد عيان باسم مستعار لقناة الجزيرة التي ما انفكت تشن هجمة شرسة على القطر الممانع والمقاوم،انه راى بام عينه التي سياكلها الدود الرصاص وهو يرتد  من صدور الشهداء ويتساقط  عند ارجلهم،يتفتت كالملح ؤسرعان ما يتلاشى. وقال شاهد عيان اخر للقناة المحليةباسمة الحقيقي انه راى بام عينيه التي سياكلها الدود(نفس الدود ) ان الرصاص اصاب احد المتظاهرين الذي كان محمولا على الاكتاف في راسه فتفجر منه نبع ماء فشرب منه العشرات وبقي يهتف. قال احد الشبيحه لزميله العسكري :يبدو ان العصابات المسلحه تتظاهر اليوم وهي ترتدي ملابس واقيه للرصاص،اجاب العسكري لابد ان السعوديه قد اشترت لهم هذه الدروع .

اقيل خمسة من مديري الامن متتابعين واعدموا وشيعوا كشهداء للوطن ،  لفشلهم   في السيطرة على بضعة الاف من المتظاهرين .نزل وزير الداخلية بنفسه الى الميدان لدحض الشائعات. كل ما راه هو بضعة الاف فقط  من المتظاهرين فعلا ،ولكن راعه انهم جميعا يلبسون الابيض الناصع جدا،ولم تكن لهم ايادي  بل اجنحة. ذهل السيد الوزير  ذهولا  لم يذهل متله احد من قبل من انس ولا جان.امر احد الجنود بان يبرق تكست مسج الى رئيس الوزراء والى .............تقول  سيدي  اما  انه اصابني مس من الشيطان، او هلوسة بصريه، او ان الغرب ،باموال  الخليج، بدا معنا حربا تكنولوجية لا قبل لنا بها . فانظر ماذا ترى،

استعمل النظام كل الاسلحة الحلال والمحرمة دوليا (محليا كله عند الرفاق حلال زلال،ما دام الذبح سيتم باسم الحزب،سواء بتعذيب او بدونه) ولكن مظاهرة الشهداء لم تتوقف، كان اليوم الوحيد  من ستة اشهرالذي لم يسقط(الاصح يصعد) فيه شهداء،لوح الشهداء لاهاليهم على الاسطح والبلكونات وخلف النوافذ.رشت الاهالي الارز عليهم كما في حفلات الزفاف، زغردت النساء وكذلك الصبايا على استحياء وخفر.فرح الاطفال  لرؤية ابائهم من جديد بعد ان رحلوا دون وداع، صاحت احدى الزوجات من على شرفة  منزلها في الطابق السابع لزوجها المحمول على الاكتاف :يا محمد ،ساسمي الولد عندما يهل بعد شهر ،محمد،على اسمك، وانخرطت بالعويل ،وسمعت الفيحاء كلها بكاءها وبكت معها.لوح محمد لها بجناحه وابتسم فاشرقت الشمس من خلف السحاب، وهطل مطر غزير طهر المدينة .

تراجع الشبيحة الى سجونهم،والشرطة الى منازلهم ، والجنود الى تكناتهم غربا.اتشحت المدينة بالابيض. اكمل الشهداء مسيرتهم،واثق الخطوة يمشي ملكا. خرجت جلق عن  بكرة  ابيها الى الساحة.طار الشهداء الى قبورهم في السماء.سار بردى مع الناس المتشحين بالابيض الى القصر.وصلوا.كان القصر مقفرا،خاويا  على عروشه ، تنعق فيه الغربان

كاتب  فلسطيني