ثلاث قصص قصيرة جداً
أحمد المدهون
ثُلاثِيَّةُ الأَبْعَادِ
ـــــ
رَسَمَها، بِرِيِشَةِ فَنَّانٍ مُسْتَعَارٍ،
يُكَلْمِنُ الصَّمْتَ ...
يُحَرِّكُ الْسُّكُونْ ...
يُضِيءُ عَتْمَةَ المَكَان.
...
الذِّئْبُ فِيها لا يَأْكُلُ الحَمْلَ،
وَالعَجُوزُ يَمْرَحُ بِالْمِزْلاجِ،
وَسِيَاجُ الصِّحَّةِ يَحْمِيها مِنْ جِهَاتِها الْأَرْبَع.
...
فِيْ ظَهْرِ اللَّوْحَةِ،
مَسْخٌ يَشْتَعِلُ رَأْسُهُ حُمْرَةً ...
كَأَنَّهُا الحِجَارَةُ يَشَّقَّقُ منها ...
يَصْرُخُ مِنْ ذَاكِرَةِ الجَسَدِ.
...
..
.
حاءات ... !!
ــــــــ
تزحلقت من بين يديه حزمة إصلاحات،
فإذا بنقطة تنزلق تحت حائها، لتحط على وجه حائر !!
..
تدحرجت من تحت لسانه تسبيحة،
فإذا بها تترجم إلى شبيحة ...
ولمّا انفرط عقد الحزمة، فإذا هي هَراوى تسعى،
حامت حول رؤوس حان حطامها.
غَرْبَلَةٌ
ــــ
ظَلَّ يَتَأَرْجَحُ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ،
حَتَّىَ إِذَا سَكَنَتِ الرِّيَحُ،
وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ،
أَلْقَى بِنَفْسِهِ إِلَى دَاخِلِهَا، صَارِخَاً: أَنَا مَعَكُمْ.
فَكَانَ مُسْتَقَرَّهُ الْذَّيْلُ.