لا تخبروها عن ساقها المقطوعة
جعفر عبد الله الوردي
ابتهال .. هيا يا عزيزتي لنعلب خارجًا.
كانت الأمُّ تراقب صديقةَ ابتهال من نافذة الغرفة، وهي تسمع نداءها، ابتهال .. لا تتأخري لقد بدأنا اللعب..
ذرفتْ دمعةً صامتةً، وحشرَجَ الألم في صدرها، لم تعرف كيف تجيبُ الصغيرات عن الذي حدث بابتهال، فما كان منها إلا أن قالت: ابتهال نائمة، سوف تلعب معكم لاحقا.
ابتهال، لم تكن نائمة..! ولكن الموت الذي يخنق الأم على منظر طفلتها هو الذي تحدث بلسانها.
أين ابتهال إذًا ؟!
ابتهال قبل ليلة من هذا اليوم كانت تلعبُ وترقص، أمَّا اليوم فلم يعد ذلك متاحًا لها.
لم يشأ حتى قلمي أن يقولَ لماذا لم تعد ابتهال قادرة على الرقص واللعب، لكن ستقوله دموعي..
ابتهال كانت تدير تنظيمًا إرهابيًا خطيرًا على الوطن العربي، كانت تجهز الانتحاريين، وتسلح الناس فتزج بهم في رحى الموت؛ لذلك لم تعد قادرةً على الرقص واللعب.
حيث بترت ساقها، من جراء أفعالها التخريبية وتخطيطاتها المستمرة ضد العروبة والوطن.
لم تعد ابتهال قادرة على السير بمفردها، إلا أن تصطحب قطعة حديدية أو خشبية تساعدها على الرقص تحت أزهار البنادق المتدلية في شوارع سورية.
صُدِمنَ الصغيرات عندما سمعنَ هذا الكلام !! قُلنَ: لماذا حرمتم ابتهال من اللعب ، انظروا إليها إنها بقدم واحدة، هي تبكي الآن. من فعل بك هكذا يا صديقتنا العزيزة ؟
ماذا عساها أن تجيب ؟؟!! وهي لا تعرف إلا أن ساقها فُقدت، وأن أزاهير الطفولة ذبحت.
سوف تكبر ابتهال وتعرف قصة رجلها المفقودة.. لكن لا تخبروها بأنها كانت تدير كل هذه التنظيمات الإرهابية حرصا على براءة طفولة أبنائها.!!!