الأمّ

سامي حسن الحمش

حصلت ذات يوم على علبة ألوان وورق ، فأصبحت رسّاماً ! وصادف مرور القط فطلبت منه التوقف كي أرسمه على ألا أعود لشده من ذيله فوافق بعد أن شرحت له بأن عملية الرسم لن تتسبب بأية آلام .

وقف القط بحذر قرب الحائط لكن المشكلة أن الحائط كان أبيض اللون مثل لون الهر مما يعني بأني سأرسم ورقةً بيضاء.

فقمت بطلاء جزء من الحائط باللون الأسود وحينها بدا الأمر أسهل واتخذ القط وضعية جانبية وبسهولة فائقة تمكنت من رسمه وأضفت لوبره بعض البقع الرمادية وكانت لوحة رائعة أعجب بها القط شخصياً حتى أنه شعر بالحسد من الصورة وطلب مني أن لا أكلمه منذ اليوم.

بعد أيام أهداني عمي قلماً فصرت كاتباً ! وأخذت أفتش عن أحد لأكتب عنه قصة فما رضي أحد ! فكتبت حكاية عن الشجرة وغدوت إليها لأريها إياها فأخبرتني بأنها لا تعرف الكتابة والقراءة لأنها لم تذهب إلى المدرسة وأنه يتوجب علي أن أكتب حكاية عن شيء آخر.

ثم جاءت أمي فأضحيت ابناً وكتبت حكايةً إلى أمي ورسمت على الورقة وردة بألوان الربيع وأعطيتها لأمي ففرحت وعانقتني مع أنها لم تذهب قبلاً إلى المدرسة.